أكثر من قمّة لإنجاح القمّة

جاكلين سعد ، الخميس 28 شباط 2008

مع اتجاه العقدة اللبنانية الى مدارك مجهولة، تتجه البوصلة السياسية في لبنان الى وجهات الخطر الكبير، ويتجه الفريقان المتقابلان الى مزيد من التصادم على حافة هاوية جديدة، وتتظهّر أكثر ملامح اهتزاز الارض اللبنانية تحت دعسات المتصارعين الكبار، عرباً وفرساً وغربيين و...يهوداً.

الرئيس قبل القمة، لجمهورية بلا رأس منذ أشهر، ليس على ما يبدو الموضوع الأهم الذي يسرق النوم من عيون دمشق أو طهران ولا حتى عيون بعض اللبنانيين، كما يظّن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، العائد الى بيروت الأسبوع المقبل، لانقاذ المبادرة العربية من موتها السريري. بعد أن يكون عرّج على دمشق!
الفرصة الأخيرة التي يُلوّح بها العرب في وجه سوريا للانصياع للاجماع العربي في المسألة اللبنانية، والتحرك الخليجي في اتجاه دمشق قبيل اجتماع دول مجلس التعاون السبت، واجتماع وزراء الخارجية العرب مطلع آذار المقبل، لا يعني أن سوريا ستعود الى الحضن العربي كما الإبن الضاّل، من دون ثمن أو شروط ..
وفي الانتظار فان لبنان الذي عاش عقوداً "متعلّقاً" بخيط المزاج العربي، ومتروكاً لتطاحن الجيران الأقربين والأبعدين على أرضه، لا يزال ساحة مستباحة، وقودها ناسه ومقدراته الجاهزين دوما للاحتراق.

والقمم العربية التي حملت الوجع اللبناني بالكلام لا اكثر، غالباً ما كانت تنتهي بمزيد من الانقسامات والصراعات، فهل تحدث معجزة عربية أو اثنتان هذه المرة؟ واحدة لتأمين انعقادها بكل العرب و"ليس بمن حضر"، وثانية لتزويدها بارادة حقيقية للتوّحد ضد الرياح التي تهب شرقاً وغرباً على العالم العربي؟
ربما يدرك العرب هذه المرة أن سقوط الكيان اللبناني، لن يجعلهم في مأمن من شظاياه...الأمر الذي استدعى أكثر من قمّة صغرى لإنقاذ "القمة الكبرى