موجة تفاؤل في لبنان

[size=12]

عماد موسى

قبل عشرين عاماً، خطف أحدهم الجمهورية 25 شهراً إذ أوكل إلى نفسه مهمة جلل تبدأ بتحرير لبنان من الاحتلالات والميليشيات وتنتهي بتغيير خارطة الشرق الأوسط والعالم. فلم ينجح سوى بعملية الخطف الموقت وتطوير قدراته الدونكيشوتية وفن الارتجال.

واليوم تبدو الجمهورية رهينة ثلاثة: طموح الخاطف الأول. قرار الخاطف الثاني. ووهن المخطوف الثالث.

ومع ذلك تلفحني موجة تفاؤل مصحوبة بلسعة برد لا أعرِف مصدرها بالتحديد. أستشعر أن زمن الأول تحوّل وهو مهدد بفقدان صبره في أي لحظة، فيما الثاني منصرف إلى ابتكار عداد للشعبية المسيحية لأن واقع الشعبية في الساح الشيعية محسوم واعتقد أن الثالث الذي أكمل السبعين منذ شهر نائم على 3 ستات وحاطط كفّو بكف العفريتة ولن يكشف لا عن أوراقه ولا عن قرعته.

متفائل أنا لأن نسيبي عمرو موسى لم ينتحر يأساً.
متفائل لأن في البلد آلهة وأنبياء يضمنون لنا الجنة عاجلاً أو آجلاً.
متفائل بأن الرئيس السنيورة بسبع أرواح.
متفائل بالرئيس إميل لحود. صورته في محفظتي. صوته ملتصق في طبلة أذني.
متفائل بأن العرب لن يتركونا ولا المعلم وليد.
متفائل بالشراكة ومعمل الترابة.
متفائل بالقمم الروحية واللجان الأمنية وإرادة العيش المشترك.
متفائل بأن المحكمة لن تخيف تيساً.
متفائل بالتنمية والتحرير والوفاء والتغيير وكل أطياف المعارضة.
متفائل بطائر الفينيق مقلياً ومشوياً ومسلوقاً.
متفائل بأن آذار آت. وصارت جلسة الأركيلة أشد إمتاعاً بالسنتر فيل قرب تمثال جدنا رياض.
متفائل بأن الشراكة العادلة لا بد أن تتحقق ذات يوم.
متفائل بأن الثلث المعطل يساوي الوطن زائد واحداً.
متفائل بأن للنفق نهاية.
متفائل بأننا لن نموت بالطاعون أو بالتيفوس أو بالتاتاي.
وصلنا إلى آخر معاناتنا. لن تطول الأزمة أكثر من عشرة أعوام.
متفائل بأن مجلس الـ 2005 سيُعمر أكثر من مجلس الـ 1972.

وإن لم يفتح أبو مصطفى باب مجلس النواب، يفتحه مصطفى لمن أطال الله بعمره من نواب الأمة.

كلما تذكرت أننا في مأزق كامل ومبكّل، وأننا غارقون في التفاهة يمر في بالي مشهد الواقف في حضرة الملك، ليقنعه بأن الجحش قابل لأن يتعلّم القراءة والكتابة في عشرة أعوام إن توافرت له ولمعلّمه كل أسباب الرفاهية. فأعطاه الملك الحاقد على وزيره فرصة تعليم الحمار وفق الشروط التي وضعها مهدداً بقتل الوزير ومعلّم الحمير إن لم يتعلّم الجحش في خلال عشر سنين. وبعد أن تم للمعلّم ما أراد أخذه الوزير جانباً قائلاً:

" يا مجنون ماذا صنعت؟ وضعتنا في مأزق شديد"

فأجابه الرجل المُنقذ بثقة زائدة: لا عليك، في خلال 10 سنوات يمكن ان يموت الحمار أو يموت الملك أو نموت نحن.

للمناسبة إنها قصة قديمة!

[/size]