رفاق السرقة.. والموت

المستقبل

في لحظة حرجة، تخلّى رفيقا محمد ع.ا. عنه بعدما صعقه التيار الكهربائي اثناء محاولته سرقة اسلاك كهربائية من عمود كهرباء، وخوفاً من توقيفهما رمياه أمام مستشفى الساحل ليلفظ أنفاسه الاخيرة اثناء محاولة اسعافه.

وفي التفاصيل انه بتاريخ 30/4/2007، اتصلت إدارة مستشفى الساحل بفصيلة درك حارة حريك وأبلغتهم وجود شخص مصاب قرب مدخل المستشفى ويعاني من حالة هذيان فحضر عناصر من القوى الأمنية وباشروا تحقيقاً أولياً فاتضح ان الشخص المصاب قد توفي خلال محاولة انعاشه وأنه يدعى محمد ع.ا. وكان قد خرج حديثاً من سجن رومية حيث كان يقضي عقوبة بالسجن بسبب تورطه بأعمال سرقة.

وبسماع افادة ابراهيم م.، أكد انه على معرفة بالمتوفى وأدلى بمعلومات مفادها ان هذا الاخير قد توفي نتيجة لاصابته بصعقة كهربائية خلال قيامه بسرقة اسلاك كهربائية وأنه يؤلف مع آخرين هم غريب م. ومصطفى ب. المعروف بمصطفى د.، عصابة لسرقة السيارات والاسلاك الكهربائية.وأفاد تقرير الطبيب الشرعي ان الوفاة ناجمة عن صدمة كهربائية حادة.

وتبين ان عناصر مفرزة الضاحية الجنوبية القضائية اجروا تحقيقاً أولياً تاريخ 11/5/2007، وأدلى والد المتوفي عبد الحليم ع.أ. انه يشتبه بمصطفى ب.، وغريب م.، وأحمد م.، ويوسف ي.، ومحمد ح.، وجمال أ.، اعتبار ان علاقة ابنه بالمذكورين هي قيامهم جميعاً بأعمال السرقة، مضيفاً ان غريب وأحمد هما من أقرب الأشخاص لولده المتوفى الذي خرج من السجن قبل شهرين من وفاته.وباستجواب محمد أكد أنه شاهد المتوفى لآخر مرة قبل يوم من وفاته وكان برفقة غريب م.، ومصطفى ب..

وأكد مصطفى ب. انه قصد ليل 29 ـ 30/4/2007 منطقة بعاصير في الشوف برفقة المرحوم محمد ع.أ.، وغريب م.، بقصد سرقة اسلاك كهربائية ولدى وصولهم إلى المكان المحدد تسلق محمد عمود الكهرباء وقام بتقطيع اسلاك كهربائية خاصة مربوطة بالعمود فأصيب بصعقة كهربائية قوية أدت لسقوطه ارضاً فقام وغريب م. بنقله إلى المستشفى المصري العسكري خلف الجامعة العربية فطلب منه الطبيب نقله إلى مستشفى بيروت الحكومة لحاجته لصور أشعة وهناك خافا من دخول المستشفى الحكومي بسبب وجود عناصر من قوى الأمن أمام المدخل فذهبوا إلى مستشفى الرسول الأعظم حيث خافوا ايضاً لوجود عناصر من حزب الله هناك، فتابعا سيرهما إلى مستشفى الساحل حيث تركاه أمام مدخل الطوارئ، وغادرا مسرعين خوفاً من توقيفهما بسبب اسبقياتهما في مجال السرقة، وأضاف ان سيارة الهوندا التي كانوا يستقلونها مسروقة وأن المتوفى محمد هو من أقدم على سرقتها باعتبار انه كان متخصصاً بسرقة سيارات الهوندا، وأشار إلى ان الاخير تعاطى المخدرات من نوع حشيشة الكيف قبل تسلقه عمود الكهرباء.

وأصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان محمد بدران قراراً أحال بموجبه مصطفى ب.، وغريب م.، أمام محكمة الجنايات للمحاكمة، طالباً لهما عقوبة السجن من ثلاث إلى خمس عشرة سنة كحدٍ أقصى