ماذا تعني الحرب المفتوحة التي اعلنها الأمين العام لحزب الله

حزب الله قد يردّ على اغتيال "وزير دفاعه" باستهداف شخصية من عيار باراك أو بيريز أو أولمرت

الحرب المفتوحة...على كل الخيارات

كلوفيس الشويفاتي ، الخميس 28 شباط 2008

ماذا تعني الحرب المفتوحة التي اعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في مواجهة اسرائيل بعد اغتيال الحاج عماد مغنية؟ وكيف ستترجم عمليا؟ وما هي الاهداف التي يمكن ان تضربها؟ وكيف ستكون نتائجها وانعكاساتها على لبنان وحزب الله واسرائيل؟ هذه اسئلة طرحها موقع "لبنان الآن" على عدد من الخبراء العسكريين.

الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد المتقاعد الياس حنا اوضح أن "ثمة فارقاً بين مفهوم الحرب المفتوحة الذي طرحه السيد نصرالله ومفهوم الصراع ومفهوم الحرب. فالصراع العربي الاسرائيلي مفتوح منذ العام 1948 حتى اليوم، والهدنة قد توقف الحرب لكن الصراع يستمر، والصراع يمكن ان يتحول حرباً ولكن لا حرب من دون صراع، اما بالنسبة الى حزب الله واسرائيل فالصراع موجود والحرب قائمة، وحتى القرار 1701 لم يوقف الحرب بل اوقف العمليات العدائية، ولذلك فان الموضوع مفتوح".

وقال حنا ان "رد حزب الله قد يشبه ما حصل العام 1993 عندما اغتالت اسرائيل السيد عباس الموسوي، فرد حزب الله في الارجنتين. ليست المرة الاولى يغتال فيها احد ويحصل رد، فكل حدث له ظروفه وطريقة الرد عليه، ففي العام 1993 كان السوريون في لبنان والجنوب لم يكن قد تحرر، اما اليوم فالظرف السوري تغير وكذلك وجهة الصراع وحدّته، ولم يعد من راع لحزب الله في لبنان".

وأضاف حنا: "عندما تستهدف شخصية عسكرية بقيمة عماد مغنية بالنسبة لحزب الله بعد اجتماع امني في سوريا وعلى الارض السورية، فهذا خرق استخباراتي امني كبير، لان من حضر الاجتماع الامني مع مغنية هم حركة حماس والايرانيون والسوريون وحزب الله، وقتل مغنية على اثره. وفي هذه الحالة، على المستهدف ايقاف كل عملياته والقيام بتنظيف البيت الداخلي ليعرف من اين حصل الخرق وكيف، ثم يقوم بعملية تعديل. فاذا كان ثمة مخطط لعمليات سابقة من المفترض ان يعاد النظر فيها ان على الصعيد السوري او على صعيد حماس او ايران وحزب الله".

واعتبر حنا ان اغتيال عماد مغنية "اضعف عامل الثقة التي تحتاج الى اعادة بناء". وقال "مغنية كان بمثابة وزير دفاع ورئيس اركان لدى حزب الله .. وتالياً قد يكون الرد بقيمة عماد مغنية واكبر، اي قد يكون الهدف وزيرا اسرائيليا او هدفا مثل مفاعل ديمونا او وزارة الدفاع الاسرائيلية او ما شابه، وهذا يتطلب وقتا للتخطيط وقد ينفذ العمل اما داخل اسرائيل او في الضفة الغربية اثناء زيارة احد المسؤولين الاسرائيليين لرام الله مثلا، ولكن الهدف المثالي هو داخل اسرائيل ويستهدف اشخاصا كايهود باراك او شيمون بيريز او ايهود اولمرت ... وهنا يبقى كيف ستظهر اصابع حزب الله وكيف سيكون الرد الاسرائيلي".

العميد المتقاعد وهبة قاطيشا اعتبر ان الحرب المفتوحة هي "حرب لا تنتهي الا بانتصار حاسم لأحد الطرفين فالحرب المفتوحة مثلا كانت في الحرب العالمية الثانية وانتهت بهزيمة هتلر والحرب المفتوحة التي اعلنها السيد نصرالله ستنتهي بهزيمة موصوفة لاحد الطرفين، فاما أن تزول اسرائيل من الوجود أو يتم القضاء على حزب الله، والحرب المفتوحة تكون حربا شاملة بكل الوسائل، اي الاقتصاد والامن والسياسة".

واضاف قاطيشا: "بالنسبة الى المكان الذي سيخوض فيه حزب الله الحرب المفتوحة، فالسيد نصرالله قال لاسرائيل انها تخطت الحدود ونقلت المعركة الى مكان اخر، وهنا السؤال: هل دمشق هي خارج الصراع؟ كل عمرها دمشق تعتبر نفسها عاصمة الممانعة والصمود، فكيف يصفها السيد نصرالله انها خارج جغرافيا الصراع؟". وأضاف "ما قاله السيد من ان الجغرافيا تخطت المسرح الدولي ككل، المقصود به انه قد يخوض حربا ضد اسرائيل في البرازيل او اثيوبيا او الصين او الولايات المتحدة واوروبا، فهو سيستهدف المصالح الاسرائيلية عبر العالم كما فجر السفارة الاسرائيلية في الارجنتين ردا على اغتيال السيد عباس الموسوي". وتابع "هذه الحرب المفتوحة التي يقصدها والتي تتناول جغرافيتها كل العالم وكل المصالح الاسرائيلية اينما وجدت لن تنتهي الا بالقضاء على احد الطرفين".

وبالنسبة الى اسرائيل، اعتبر قاطيشا انها "تنتظر رد فعل حزب الله، فاذا رد بالحجم الذي يتحدث عنه، ستحاول اسرائيل القضاء عليه، كما حصل في العام 1982 مع منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت". وشرح قاطيشا "اذا كان رد حزب الله عبر العالم فهذا سيجعله في مواجهة الدولة التي تجري العملية على اراضيها، وثانيا سيصنف اكثر انه منظمة ارهابية ويصبح مطلب القضاء عليه مطلبا دوليا قد تنفذه دول من الامم المتحدة او قد يصبح احد اهداف اسرائيل القضاء على حزب الله، والاخطر ان الامم المتحدة قد تقف متفرجة لا بل قد تبارك ذلك".

المدرب السابق في المدرسة الحربية الضابط المتقاعد الدكتور انور فؤاد ابي خزام قال ان "الحرب المفتوحة مصطلح جديد، فالحرب لها عنصران اساسيان: الاستراتيجيا والتكتيك". وتابع "في الماضي كانت الحرب التقليدية ضمن ميادين وجبهات وخنادق، فايام نابوليون والرومان كانت الحرب تجري في الميادين، وعندما تطورت الاسلحة اصبح هناك جبهات للقتال ظهرت في الحرب العالمية الاولى ولكنها زالت في الحرب العالمية الثانية بعدما اقامت فرنسا خط ماجينو وكانت تعتبر ان الالمان يحتاجون الى ست سنوات لخرقه لكنهم شقوا خط ماجينو ودخلوا من جهة بلجيكا وهولندا وتبين ان خطوط الجبهات غير صالحة وهذا ما تكرر عندما هاجم الجيش المصري الجيش الاسرائيلي العام 1973 واحتل خط برليف".

واضاف ابي خزام: "اما الحرب المفتوحة كما افهمها فلا وجود فيها لشيء اسمه جبهات وخطوط وميادين محددة، ففي فيتنام انقلبت المقاييس وقامت الحرب على حرب العصابات وانتهت الجبهات وبقيت الحدود. اما في الحرب المفتوحة وعلى الصعيد العملاني، فلا يوجد حدود ولا جبهات، وعلى الصعيد الاخلاقي لا وجود لما يسمى تقاليد او قوانين حرب حيث تجري العمليات في اي مكان وزمان وينبغي توقع كل الاحتمالات حيث تتم العمليات في امكنة قد لا يتوقعها احد، ولا يهم اذا استهدفت منشآت مدنية او اناساً من مختلف الفئات".

واعتبر ابي خزام ان "حزب الله لن يلجأ الى قصف اسرائيل بالصواريخ مع انه يستطيع ذلك، لكنه يفتش عن رد اخر اما داخل اسرائيل من خلال تفجير ما، وهذا احتمال، او من خلال ضرب مصالح اسرائيلية في العالم او اغتيال احدى الشخصيات الكبيرة، فالسيد حسن نصرالله اعلن ان الحزب سيختار المكان والزمان المناسبين للرد على مقتل مغنية". اما الرد الاسرائيلي فرأى ابي خزام انه "سيصطدم اليوم بوجود القوات الدولية في لبنان كما ان اي عملية كبيرة قد تحتاج الى غطاء اوروبي واميركي".