مسار الاتصالات العربية تتجه الى طريق مسدود



اوساط لبنانية: مسار الاتصالات العربية تتجه الى طريق مسدود والملف اللبناني يتجه الى التدويل
ذكرت صحيفة "الراي" الكويتية ان بعض الاوساط اللبنانية بدأت تتداول احتمالاً يبدو انه سيطفو على واجهة التطورات قريباً، وهو امكان اثارة تأجيل انعقاد قمة دمشق العربية، في حال العجز عن التوفيق بين محورين عربيين يتصارعان بمنتهى الجدية حول الازمة اللبنانية. وهذا الاحتمال لا يبدو حتى الان انه طرح رسمياً وجدياً في كواليس التحضيرات للقمة، رغم كل الخلافات التي تصاعدت وتيرتها على نحو ملحوظ في الاونة الاخيرة. لكن الاوساط المعنية بهذه المعلومات، تقول ان المسار الذي تتجه اليه الاتصالات والمواقف العربية يشير الى حتمية وصوله الى طريق مسدود قريباً ما يعني واحداً من احتمالين: اما خفض مستوى التمثيل الى حد غير مسبوق في اي قمة عربية سابقة، بحيث يعتبر ذلك فشلاً اكيداً لقمة دمشق لن يمكنها من اتخاذ اي قرارات ذات قيمة فعلية، واما طرح احتمال تأجيل القمة او نقلها الى مكان آخر، وهو الامر الذي سترفضه دمشق حتماً، وحتى في حال نقلها، فان ذلك لن يضمن عدم انتقال الانقسامات اليها مع امكان ان يقابل المحور العربي المؤيد لسورية، على قلة دوله، هذه الخطوة بالمقاطعة او بخفض التمثيل فيها. على ان الاوساط اللبنانية المعنية بمتابعة ملف القمة، تعتقد انه اياً كانت الاحتمالات المتأتية عن تصاعد الخلافات العربية قبل شهر واحد من موعد القمة، فان المفارقة الاساسية في هذا الواقع تتمثل في ان الازمة اللبنانية بدأت توزع انعكاساتها السلبية وتداعياتها على المحور العربي وعبره على المحاور الاقليمية والدولية، وهو امر يكتسب اهمية كبيرة ويترك بدوره انعكاسات على لبنان. فاذا كان هناك نقطة ايجابية في هذا الواقع تتمثل في عودة لبنان اولوية لدى العرب تتقدم حتى على القضية الفلسطينية، فان هذه النقطة لا تطمس اخطار ان يتحول لبنان ساحة ومتنفساً للصراعات العربية قبل القمة وبعدها اياً يكن مصير هذه القمة. وترى ان من شأن انفراط عقد القمة تحت وطأة الخلافات المتصاعدة حول الملف اللبناني ان يعيد حتماً الى صدارة الاحتمالات البديلة تدويل الملف اللبناني لان كل المعطيات الراهنة توحي بان ثمة اتجاهات اوروبية واميركية تدفع في اتجاه التدويل في حال فشلت المبادرة العربية وجاءت القمة العربية لتتويج هذا الفشل. لكن يبدو مبكراً الحديث عن الاطار العملي الذي سيتخذه التدويل هذه المرة خصوصاً انه يتعلق بموضوع داخلي صرف يندرج تحت اطار انتخاب رئيس للجمهورية في بلد شغرت رئاسته قبل اكثر من ثلاثة اشهر. وتؤكد الاوساط، ان ثمة جهات عربية عدة تدفع في اتجاه التدويل ايضاً لانها مدركة ان حدود الضغط العربي على سورية لحضها على تسهيل الانتخابات ليست كبيرة جداً ولا يمكنها وحدها ان تجعل دمشق تستجيب لهذه الضغوط ما دام ليس هناك ثمن يمكن اي طرف عربي تقديمه الى دمشق كما ان الجهات العربية المؤثرة ترفض ان تسلف سورية هذا الثمن