العماد سليمان: فتح الاسلام تابع للقاعدة وليس للمخابرات السور

العماد سليمان: فتح الاسلام تابع للقاعدة وليس للمخابرات السورية

المركزية
تمنى قائد الجيش العماد ميشال سليمان أن يلهم الله الحكمة زعماء هذا الوطن المعذب ويعودون جميعا الى تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا وان يقدموا التنازلات المتبادلة حتى نتمكن جميعا من العبور الى برّ الامان، مؤكدا بقاءه في قيادة الجيش حتى الانتهاء من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة والاطمئنان على الاستقرار الامني في البلد، واشار الى انه من الخطأ اطلاق اسم عصابة على تنظيم "فتح الاسلام" فهو تابع لـ"القاعدة"، ولفت الى كلام كثير عن تسليح الجيش الا ان ذلك لم يترجم فعليا بالمقدار اللازم كمّاً ونوعاً.

كلام العماد سليمان جاء امام وفد من ضباط دورة 12 أيار 1970، التي تخرّج فيها العماد سليمان، زاره في مكتبه لتهنئته بالعيد الثاني والستين لتأسيس الجيش اللبناني، وتأكيد الدعم للمؤسسة التي "لم تبخل يوما في بذل التضحيات وتقديم الشهداء دفاعا عن ارض لبنان وشعبه ومؤسساته".
كلمة سليمان: بدأ العماد سليمان اللقاء بشكر "أبناء دورته عاطفتهم النبيلة تجاهه وتجاه الجيش اللبناني". وتحدث عن المعارك الدائرة راهنا في مخيم نهر البارد، مبديا إعجابه وتقديره لبطولات هذا الجيش والتضحيات التي يقدمها ضباطه وجنوده دفاعا عن إستقلال لبنان وسيادته وكرامة أبنائه على الرغم من الامكانات المحدودة المتوفرة. لديه".
تنظيم "القاعدة": ورأى إنه من "الخطأ ان يطلق على الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش اللبناني منذ حوالي ثلاثة اشهر كلمة عصابة، ففي هذه التسمية تبخيش لتضحيات ودماء شهداء الجيش، الذين يقاتلوننا في نهر البارد هم تنظيم عسكري مسلح عالي التدريب، ومزود بأحدث الاسلحة من البندقية حتى المدفع والصاروخ، مع خبرة عالية في أعمال التفخيخ والتفجيرات، كذلك ان مخازن الاسلحة والذخيرة في المخيم اصبحت كلها في تصرفه، فضلا عن الملاجىء والانفاق والدشم ومخازن التموين المعدة سلفا والموجودة في المخيمات الفلسطينية كافة، لذلك لا يجوز التقليل من اهمية هذا التنظيم المسلح وامتداداته الداخلية والخارجية".
وردا على سؤال قال العماد سليمان: "إن هذا التنظيم ليس تابعا للمخابرات السورية، وليس مدعوما من جهات حكومية لبنانية، إنه فرع لتنظيم القاعدة التي كانت تخطط لكي تتخذ من لبنان والمخيمات الفلسطينية ملاذا آمنا لها لاطلاق عملياتها في لبنان وخارجه".
واشار الى "ان الجهود التي يبذلها الجيش لتحاشي إيقاع إصابات كثيرة بين المدنيين جعلت عملية التقدم داخل المخيم تسير ببطء، ولكن من تأنى نال ما تمنى، ولقد ذهب الكثير ولم يبق إلا القليل"، مقدرا عدد الذين ما زالوا يواجهون الجيش من داخل المخيم بسبعين مقاتلا ومعهم قرابة المئة من النساء والاطفال يرفضون مغادرة المخيم حتى الان على الرغم من نداءات الجيش والوساطات التي اجريت معهم".
اضاف: "إنه لمؤسف حقا ان يسقط لنا هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في هذه المعركة الجانبية، علما بأنه لم يسقط لنا في المواجهات مع العدو الاسرائيلي في العام الفائت سوى خمسين شهيدا".
السياسة داخل الجيش: وأكد "ان السياسة التي نتبعها داخل الجيش تنسجم مع روحية اتفاق الطائف من حيث مقتضيات الوفاق الوطني ورفض الطائفية في توزيع المناصب وتعيين القيادات المختلفة، وفي التطويع والتدريب والتجهيز. فالكفاية والعدالة والمساواة امام القانون هي القيم التي تسلكها قيادة الجيش في تعاملها مع الجميع. ويكفي ان أذكر هنا بانه اثناء فترة قيادتي للجيش منذ تسع سنوات وحتى اليوم تم تطويع 900 ضابط اعتمد في قبولهم معيار الكفاية فقط، ورفضت كل اشكال الوساطات والتدخلات في هذا المجال. وهذا ما ساعد جيشنا ليبقى موحدا حتى اليوم، ولم تسجل أية عملية فرار من عناصره على الرغم من الصعوبات الهائلة التي يتعرض لها، والناتجة في الغالب عن الصراعات الداخلية بين زعمائه وابنائه والتدخلات الخارجية الحادة في قضايا الوطن، ان جل ما أتمناه هو ان يلهم الله الحكمة زعماء هذا الوطن المعذب منذ اكثر من ثلاثين عاما، ويعودون جميعا الى تطبيق اتفاق الطائف نصا وروحا، وان يقدموا التنازلات المتبادلة حتى نتمكن جميعا من العبور الى بر الأمان".
عملية التسليح: أما عن تسليح الجيش ودعمه بما يلزم من اسلحة وذخيرة وعتاد في هذه الظروف الحرجة التي يمر فيها، فقد أبدى العماد سليمان أسفه "لان هناك الكثير من الجعجعة والقليل من الطحين. الدعم بالكلام كثير لكنه لم يترجم فعليا على الارض بالمقدار اللازم نوعا وكما، نحن نحتاج الى اسلحة وذخائر تقليدية وحديثة، ولم يصلنا الا الكثير من الوعود والتمنيات وبعض الذخائر وليس المعدات، وكأنهم يقولون لنا: موتوا أولا والدعم قد يأتي لاحقا، لذلك فنحن نبحث في هذه الايام عن مصادر للتزود بالسلاح".
باق على رأس المؤسسة: وعن امكان تقديم إستقالته في ما لو تم تشكيل حكومتين قال العماد سليمان: "يظهر ان بعض الصحافيين الذين نجلهم ونحترمهم، يحصون علينا أنفاسنا أحيانا، ويحبون "الخبطات" الاعلامية، صحيح انني قلت ذلك، ولكن ضمن جلسة خاصة غير رسمية، ومن باب التحذير والاستنكار لما يجري من انقسامات قد تودي بهذا البلد الى التهلكة. اما موقفي الحقيقي فهو انني سأبقى في قيادة هذا الجيش حتى الانتهاء من انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة، والاطمئنان على الاستقرار الأمني في البلد. وهل من المعقول ان أترك قيادة السفينة وهي تتعرض لهذه الموجات العاتية من كل جانب؟ وعلى كل حال فأنا موظف أخضع لنصوص الدستور اللبناني وقانون الدفاع الوطني التي تحدد كيفية تعيين قائد الجيش وكيفية انتهاء خدماته".
وفي نهاية اللقاء جدد العماد سليمان تحيته لابطال الجيش وشهدائه وجرحاه الذين "يدافعون عن هوية لبنان ووجوده"، مبديا اعتزازه وفخره بأهالي هؤلاء الشهداء والجرحى الذين يزيدونه ايمانا بهذا الوطن، وهذا الشعب، وهذا الجيش، كلما زارهم متفقدا او معزيا". وقال: "لا خوف على لبنان بوجود هذا الشعب الذي توحد حول جيشه بشكل غير مسبوق في تاريخ لبنان الحديث والذي يريد ان يعيش بحرية وكرامة ويدافع عن استقلال وطنه وسيادته عليه ان يتقبل تقديم التضحيات".
Labels: مبشال سليمان