"كول" ترفع منسوب التشنج

موسى في دمشق ووزراء "مجلس التعاون الخليجي" يجتمعون في الرياض

"كول" ترفع منسوب التشنج

السبت 1 آذار 2008

جاء القرار الاميركي بارسال المدمرة "يو أس أس كول" الى قبالة الشواطئ اللبنانية في الوقت الضائع الذي تعيشه البلاد بانتظار المحطات المنتظرة التي قد تساهم بحل الازمة أو قد تزيدها تعقيداً، وابرز هذه المحطات قمة دمشق. ملأ القرار الاميركي الفراغ السياسي الذي تشهده البلاد منذ مغاردة موسى، فراوحت المواقف بين اتهام الاكثرية بـ"التواطؤ، كموقف "حزب الله" الذي اعتبر القرار الاميركي بمثابة "تدخل عسكري" في الشأن اللبناني، وبين موقف رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة الذي أكد أن لا علاقة للسلطة اللبنانية بالقرار الاميركي.
أما الحركة السياسية الفعلية فكانت امس في سوريا ومصر، اذ وصل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس الى دمشق للبحث في الإعداد للقمة التي تستضيفها اوآخر الشهر الحالي. واعلن موسى في تصريحات صحافية بعيد وصوله أن "كل القضايا العربية مرتبطة بالقمة، وقال إن المشاورات التى نجريها تتعلق بهذه القضايا وعلى رأسها لبنان". وردا على سؤال حول ما تردد عن أنه تم إنجاز 90% من المبادرة العربية الخاصة بالاستحقاق الرئاسي في لبنان، أكد موسى أنه "تم إنجاز قسم كبير والباقى لا يزال أيضا مهما ويتطلب ربما مقاربة مختلفة".
وبالتزامن شهدت القاهرة اجتماعاً ثلاثياً جمع وزراء الخارجية المصري احمد أبو الغيط والسعودي الامير سعود الفيصل والاردني صلاح الدين البشير لتنسيق مواقف الدول الثلاث في ظل الازمة التي يواجهها لبنان وما يحصل في قطاع غزة. كما نقل الفيصل رسالة من الملك السعودي عبد الله الى الرئيس المصري حسني مبارك تتعلق بالازمة الراهنة في لبنان. ونقلت "الفايننشال تايمس" عن مسؤولين عرب "أن فشل النظام السوري في التأثير على حلفائه اللبنانيين يعد العقبة الرئيسة أمام انتخاب رئيس جديد في لبنان، المنصب الشاغر منذ تشرين الثاني، الأمر الذي يهدد القمة العربية المقررة في نهاية آذار المقبل بالفشل، ما لم تدفع دمشق في اتجاه حل وسط". واضافت "أن مصر والسعودية والأردن تسعى إلى تنسيق سياسة تلمح إلى المقاطعة أو خفض مستوى التمثيل في القمة العربية التي تأمل دمشق في أن تكون مؤشراً لإنهاء عزلتها"، وأن القاهرة والرياض "تبدوان مقتنعتين بأن سوريا، التي أُجبرت على الخروج من لبنان العام 2005، تملك مفتاح الحل للأزمة اللبنانية".
وتشهد هذه الحركة السياسية محطتين مفصليتين في ما يتعلق بمصير قمة دمشق المحطة الاولى اليوم وهي اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، اما المحطة الثانية فهي اجتماع وزراء الخارجية العرب في 5 آذار الحالي. ورأت صحيفة "الثورة" السورية ان "أحدا لا يستطيع مهما بلغت قوته أن يوقفها عن الانعقاد... القمة لن تكون قمة في مهب الريح". وأكد مسؤولون سوريون ان "قمة دمشق هي للعرب جميعاً، وليست لسوريا فقط وأن نجاحها أو إخفاقها هو نجاح للسياسة والديبلوماسية العربية أو إخفاق لها وليس لسوريا".
في هذا الوقت، أبدى الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قلقه من تقارير مفادها ان "حزب الله ينتهك حظر الاسلحة المنصوص عليه في القرار 1701"، وقال ان حكومتي سوريا وايران تتحملان مسؤولية خاصة في هذا المجال، محذرا من أن ذلك يهدد بزعزعة الاستقرار في المنطقة. كذلك أبدى قلقه من التهديدات بشن حرب مفتوحة على اسرائيل التي أطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. كما أبدى قلقه "للانتهاكات الاسرائيلية للأجواء اللبنانية" التي "تقوض صدقية الجيش اللبناني والقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان اليونيفيل". موقف بان جاء في التقرير السادس عن تنفيذ القرار 1701 الذي سيرفعه الى مجلس الامن في الساعات المقبلة.

لبنان الان