الطريق إلى الاستقلال مع رفيق الحريري لجورج بكاسيني

مؤلف الكتاب جورج بكاسيني

الطريق الى الاستقلال

في كتابه الجديد "الطريق إلى الاستقلال" الذي يبدأ توزيعه في لبنان اليوم في حفل توقيع يستضيفه السرايا الكبير ويرعاه الرئيس فؤاد السنيورة، يُصحّح الزميل جورج بكاسيني خطأ شاع في لبنان، فالاستقلال "المتعثر حالياً" وليد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بل إن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان نتاج سعيه إلى انتزاع لبنان من براثن الوصاية السورية.

وقد نجح الزميل بكاسيني في مقصده، لأنه قام بجهد مميّز، بحيث مزج تجربته الشخصية ـ وهو من قلة كانت في "أسرار" الرئيس الشهيد ـ بتجربة أولئك المقيمين في لبنان وخارج، ممن كان "دولة الرئيس" يأتمنهم على ما يعصف به من آمال وعلى ما يعتصر قلبه من خيبات، وعلى ما يفاخر به من إنجازات.

وبالفعل، فقد أتى كتاب بكاسيني، حافلاً بالوقائع، مما يسمح بوصفه انه المحاولة الأولى لتفكيك الألغاز التي أحاطت بالحريري، ولا سيما في السنوات الخمس الأخيرة من حياته، وهي السنوات التي اختارها هذا الصحافي اللبناني، ليس لأنه فيها بدأ اقترابه "الحميم" من بطل قصته، بل لأنها السنوات الخمس التي شهدت فعلاً مخاض الاستقلال، فهي تبدأ بانسحاب إسرائيل من الأجزاء التي تحتلها في لبنان وببيان مجلس المطارنة الموارنة لتنتهي بالرابع عشر من شباط 2005، تاريخ الدوي المزلزل الذي انطلق من حفرة "سان جورج" في وسط بيروت.

في هذا الكتاب الذي لا تستطيع ان تتوقف عن قراءته قبل ان تجسر مساحة الصفحات الفاصلة بين دفتي الغلاف، كمية هائلة من الأسرار التي تبدأ برواية دخول رفيق الحريري إلى السياسة اللبنانية ومعاناته في محاولة ترسيخ موقع لبنان على الخارطة الدولية ومن ثم نضاله في انتزاع الاستقلال من براثن الوصاية السورية التي أرادها الرئيس بشار الأسد حذفاً للبنان حتى عن مساحة لبنان.

"الطريق إلى الاستقلال" يقربك من رفيق الحريري، يجعلك على تماس مع أحاسيسه الوطنية ومع أحلامه اللبنانية، يجعلك تشعر بحرقة الدموع متى انهمرت من مقلتيه، يسمح لك ان تُدرك لماذا سارعت إلى اتهام النظام السوري بجريمة اغتياله، يتيح لك أن تراجع خلفية "التقزز" من شخصية مثل إميل لحود، يعطيك ثقة لا متناهية بالنفس لإجراء مراجعة سريعة لأحدث فترة في تاريخ لبنان الحديث، وتفهم أكثر لماذا يعاني لبنان من العثرات التي يعانيها حالياً.

نعم انه كتاب تفكيك الشيفرة اللبنانية، لأنك متى فهمت الرئيس رفيق الحريري وواكبت مثابرته على صناعة اعادة الاستقلال بات بامكانك ان تفهم لبنان الذي يتساقط الشهداء من أجله.

صحيح ان بكاسيني يعترف في كتابه ان الحريري "اعتى" من الاحتواء في كتاب واحد، ولكن الصحيح أيضاً ان ما انتقاه زميلنا من ذكرياته ومن أوراق تجمعت بين يديه ومن روايات الذين عاشوا في "أسرار الآلهة" كاف لحصر الارث الوطني، بحيث تتضح حقيقة معاناة الحريري العامل في مقابل أولئك الذين يدعون مجداً لمجرد انهم ثرثروا في مخابئهم الذهبية.

من هذا الكتاب الذي يقدم له هاني حمود الشاهد على "صدقية" الروايات يمكن استخلاص الكثير من المفاهيم: رجل الدولة، رجل الاعمار، رجل الأحلام، رجل الانجازات، رجل التحرير، رجل الحكمة، رجل الصلات الدولية المتينة، رجل الوفاء للوطن، رجل صناعة القرارات الكبرى، رجل المواجهة الهادئة، رجل "الثورة البيضاء"، رجل الوحدة الوطنية.

الجميع موجود في هذا الكتاب، كما كان موجوداً في حياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انك لأول مرة تقرأ الجميع كما كان يقرأهم رفيق الحريري: حافظ الأسد كما وريثه. "لقاء قرنة شهوان" كما صانعه البطريرك الماروني الكادينال مارنصرالله بطرس صفير، وليد جنبلاط كما جاك شيراك، "قاتلو" الاقتصاد الوطني كما صانعو باريس ـ 1 ومن ثم باريس ـ 2.

على هذا الكتاب مآخذ "تحليلية" عدة، ولكنها بعد فترة تأمل يتضح انها فضائله.

جورج بكاسيني سكب عاطفته في كلمات ولكنه لم يسمح لذاتيته ان تتخطى حدود "الوقائعية" كشف ما عرفه، من دون تضخيم، ومن دون تجميل. معه تكتشف أسرارا غالية من أسرار صناعة القرار 1559، ومن أسرار التمديد للرئيس اميل لحود، ومن أسرار الرسائل المضمونة التي كان يرسلها مع "المعتمدين" الى بشار الاسد من خلال رستم غزالي، وكذلك من أسرار صناعة قرار الاغتيال الذي كان على سباق للحيلولة دون زمن الاستقلال.

بكلمة، هذا الكتاب ـ حتى الساعة ـ هو أروع ما كتب عن رفيق الحريري، لأن فيه حقائق غير مضخمة وغير منحرفة، لأن فيه شهوداً لم تؤخذ عباراتهم الا متى أتت متزامنة مع فاجعتهم، ولأن فيه لبنان المفترض لو قيّد لباني الاستقلال الثاني ان يبقى على قيد الحياة.

شكراً جورج بكاسيني، لقد اعدت رفيق الحريري الينا، بعدما كدنا بفعل المعاناة ان نحترق شوقاً اليه.

مقتطفات من "الطريق الى الاستقلال ـ خمس سنوات مع رفيق الحريري"

التنبؤ
.."في هذه المرحلة (2004) بالذات بدأ رفيق حريري جديد بالظهور. لم يَعُدْ يهتمّ كالسابق بالنصائح التي كانت تُوجَّه إليه بالصبر على الضغوط السورية. فبعد اللقاء مع بشّار في حضور الضباط الثلاثة صار الحريري شخصاً آخر، شديد الحساسية على مَنْ يسيء إليه. صار ميّالاً إلى مواجهة خصومه خلافاً للعادة. ربّما لم يلمس كثيرون هذا المناخ في تلك الفترة، لكنه كان يتعمّد أن يعكسه أمام بعض المقرّبين".

"لَو كنتُ مكانَك"... عبارة كان رفيق الحريري يستخدمها ليقترح على شخص ما القيام بعمل يريده أن يقوم به؛ لكن من دون أن يطلب منه ذلك مباشرة، فيبدو مقترِحاً لا طالباً.

"لو كنت مكانك لأعددت كتاباً عن أسباب عدم بناء الدولة في لبنان"، قال لي الرئيس عندما كنا في الطائرة في الطريق إلى قطر، صباح العاشر من آذار (مارس) 2004.

"كتاب عن أسباب عدم بناء الدولة في لبنان! لكن دولة الرئيس هل يمكن تناول هذا الموضوع من دون تسمية من هم وراء عدم بناء الدولة وفي مقدّمهم المسؤولون السوريون؟" سألت. فباغتني بجوابه: "من يمنعك من تسمية المسبّبين، لا بل المطلوب أن تسمَّى الأشياء بأسمائها".

لم أصدِّق أن الحريري يمكن أن يُقدِم على خطوة صريحة كهذه ضد النظام السوري في تلك الفترة، سيّما وأن أحداً لن يجهل أنه هو من يقف وراء هذا الكتاب. نظرت إلى يساري حيث كان يجلس صديقه عبد اللطيف الشماع فلم يبدُرْ منه أي تعليق.. تصوّرت سريعاً ما يمكن أن يكون مخطّط هذا الكتاب. لكنني لم أتصور أبداً أن الكتاب الذي سأعدّه بالفعل سيكون عن رفيق الحريري نفسه.

سألته مجدّداً: "هل أنت واثق دولة الرئيس أنه يمكن إعداد كتاب كهذا وتوزيعه في لبنان من دون انعكاسات سياسية عليك، خصوصاً أن السوريين سيعرفون أن مَنْ وراء هذا الكتاب هو أنت؟" أجاب: "بالطبع سيعرفون، لكنني متمسّك بهذا الاقتراح. لو كنت مكانك لبدأت منذ اليوم بوضع )nalP( لهذا الكتاب".

لم أكن لأصدّق تماماً كل ما سمعت، لو لم يستَدْعِني في السادسة من صباح اليوم التالي إلى جناحه في فندق "ريتز كارلتون"، ويسألني في حضور الشمّاع أيضاً، عمّا إذا كنت قد أعددت الـ)nalP(. سألته: "إذاً أنت جاد دولة الرئيس؟" أجاب: "ومن قال لك إنني أمزح؟ أنا جاد جداً. إبدأ بالعمل، لكن قبل ذلك أطلعني على تصوّر الكتاب ومن ثم انطلق".

وبالفعل بدأتُ بإعداد الـ)nalP( وفي ذهني أن الحريري قرّر المواجهة مع النظام السوري تحت عنوان "إعادة إعمار الدولة"، بعد أن نجح في إعادة إعمار العاصمة والمرافق الحيوية والبنى التحتية. لكن تسارع التطوّرات في الفترة اللاحقة، خصوصاً تصاعد الفتور بين الحريري والنظام السوري، لم يشجّعني على إكمال هذه الخطوة، خصوصاً أن الرئيس الحريري لم يفاتحني بعد ذلك بهذا الموضوع.

جميل السيد و"سيدة النجاة"
مواقف بكركي وجنبلاط دفعت النظام الأمني إلى الضغط على القوى المعارضة للوجود السوري في لبنان بأشكال مختلفة، ولاسيّما منها القوى والشخصيّات المنضوية في لقاء "قرنة شهوان". بعض هؤلاء تنادى إلى منزل فارس سعيد في الرابية، في 24 شباط (فبراير) 2001 أي قبل أربعة أيام من عودة البطريرك صفير من جولة أميركيّة، وهم سمير فرنجية ومنصور البون وسيمون كرم. يروي سعيد أنه خلال هذا اللقاء "تلقّيت اتصالاً من اللواء جميل السيّد مدير عام الأمن العام آنذاك قال لي خلاله أنّ المسيحيين يعرفون الـ311M (ملالة) في حال مرّت من جانبهم، لكنهم لا يعرفونها إذا مرّت عليهم. وأضاف: إنّ المرحلة اليوم هي مرحلة سياسية، أما إذا حصل حدث أمني كحدث تفجير سيدة النجاة فستصبح المرحلة أمنيّة في البلد، حينئذ سأمسك أنا جميل السيّد بزمام الأمور، وهذه المرّة لن يكون القواص (إطلاق النار) على الأرجل وإنما على الرؤوس. فأنت وسيمون كرم وسمير فرنجية والمطران يوسف بشارة ستكونون في طليعة مَن سيكونون تحت سيطرتي".

يضيف سعيد: "إثر انتهاء هذا الاتصال قال لي سمير فرنجية سأنتقل الآن إلى منزلي، بعد قليل اتّصل بي بواسطة الهاتف الثابت واروِ لي ما قاله لك جميل السيّد، وتوقّف باهتمام أمام موضوع سيدة النجاة. وبالفعل اتّصلت بعد قليل بسمير، ولمّا أخبرته عن سيدة النجاة، سألني مستهجناً معقول، هكذا قال لك عن سيدة النجاة؟ أنت أكيد؟ بعد يومين فوجئت لدى قراءتي مقال الصحافي نقولا ناصيف في جريدة "النهار" صباحاً، بمضمون مكالمة جميل السيّد معي وبورود الأسماء كما هي. اتّصل بي سيمون كرم الذي كان قرأ المقال ليقترح قيامنا بزيارة للمطران بشارة وإطلاعه على ما لدينا من معطيات لأنّ المسألة لم تعد "مزحة". وبالفعل زرنا المطران وروينا له ما حصل معنا بخصوص المكالمة الهاتفيّة. فكان جواب المطران: "إذهبوا وحضّروا أكبر مهرجان لاستقبال البطريرك".
والواقع أنه جرى استقبال حاشد وضخم للبطريرك إثر عودته من أميركا، بدأ في المتحف وانتهى في باحة بكركي. بدت هذه الخطوة ردّاً مسيحيّاً مباشراً على الضغوط اللبنانيّة والسوريّة معاً. في القدّاس الاحتفالي الذي أقيم في بكركي للمناسبة مثّل الرئيس لحود وزير الاتصالات جان لوي قرداحي. لدى ذكر البطريرك عبارة "حضرة ممثل فخامة رئيس الجمهوريّة" هتف الجمهور محتجّاً: هووو.. هذا الاحتجاج الجماهيري ضدّ إميل لحود أثار وزير الداخلية آنذاك الياس المرّ الذي تشاجر كلامياً مع سعيد، في اليوم التالي، خلال استقباله في مكتبه في الوزارة. غادر سعيد وزارة الداخليّة متوجّهاً على الفور إلى مجلس النوّاب لمقابلة الرئيس نبيه برّي وإطلاعه على ما جرى، فلم يجده. اتّصل على الفور بالرئيس الحريري وأبلغه انه يريد مقابلته والنائب منصور البون لإطلاعه على تطوّر مهم. لدى وصولهما إلى قريطم بدأ سعيد والبون يرويان قصّة المكالمة الهاتفيّة للواء السيّد، فقاطعهما الرئيس قائلاً: "إطفئا جهازَي الخلوي وتابعا". ولمّا أفرغا ما في جعبتهما قال لهما الحريري: "عليكما الأمان، أنا سأعالج الموضوع".

إثر خروجهما من قريطم فوجئ سعيد باتصال من السيّد الذي نفى خلاله أن يكون قد أتى على ذكر حادثة سيدة النجاة، طالباً من سعيد إصدار بيان نفي حول هذا الموضوع، لكن نائب جبيل السابق رفض.

عيّنة من "التعيينات"
كان فؤاد السنيورة شاهداً رئيسياً على المعاناة التي كانت تحاصر رفيق الحريري مع كل مشروع يبدأ العمل فيه: "كان يجد صعوبة في إقناع المسؤولين السوريين بأن قيام إدارة سليمة في الدولة اللبنانية، مثلاً، لا يعني أن ثمة تفلّتاً من الانتماء العربي. وأن بناء اقتصاد قوي وعصري لا يعني أن هناك تخلّياً عن الالتزام مع سوريا. وأن إصلاح الضمان الاجتماعي من خلال الرقابة بواسطة مدقّقي حسابات ومكننته لا يعني على الإطلاق إساءة لسوريا، مع العلم أننا عانينا الأمرّين هذا الملفّ ولم نتمكنّ من معالجته منذ العام 1992 حتى العام 2004 لألف سبب وذريعة. لم يتمكّن الحريري من إزالة الفساد في وزارة العمل مثل ملف رخص العمال الأجانب أو تفقيس الاتحادات العمالية المتواصل".

كان عبدالحليم خدام شاهداً أيضاً على بعض التدخّلات السورية مع الحريري لتعيين هذا أو ذاك في الإدارة: "اللواء غازي كنعان دعانا في أحد الأيام الى مأدبة غداء في مقرّ إقامته في شتورة شارك فيه نبيه برّي ورفيق الحريري وأنا. طلب كنعان من الحريري الموافقة على تعيين أسعد دياب رئيساً للجامعة اللبنانية. كان جواب الحريري على الفور: "أوافق على تعيينه وزيراً في الحكومة ولا أوافق على تعيينه رئيساً للجامعة. كنعان استاء من موقف رئيس الحكومة وكذلك برّي الذي كان يرغب أيضاً في تعيين دياب. حاولا إقناع الحريري فرفض متمسّكاً بوجهة نظره وقال: ثروة لبنان العلم، وإذا عُيّن أيّ كان رئيساً للجامعة يتراجع مستواها، مع التذكير بأن طلاب الجامعة اللبنانية هم أكثرية طلاب لبنان ومعظمهم فقراء فإذا تراجع مستوى الجامعة يصبحون من دون علم ويخسر البلد

يتبع

حكومة رستم غزالي
بعد ظهر الأربعاء في 16 نيسان (أبريل) 2003، كان الحريري في مكتبه في قريطم ينتظر وصول غزالي (بناء على موعد) الذي كان تولى في ذلك العام مهمة رئاسة فرع الأمن والاستطلاع للقوات العربية السورية العاملة في لبنان خلفاً للّواء الركن غازي كنعان. لم يكن يعلم مسبقاً ما في جعبة الضابط السوري من اقتراحات أو مطالب، مع أن بعض الصحف كانت تروّج منذ فترة لفكرة تغيير حكومي بناء على رغبة من لحود، ومع أنني نقلت إليه أكثر من مرّة أجواء من الوزير السابق ميشال سماحة تشير الى اكتمال الاستعدادات لتغيير حكومي، بما في ذلك أسماء أعضاء الحكومة العتيدة، لم يكن يصدّق بأن هذا الأمر مطروح في ذلك الوقت.

وكنت قبل فترة وبعد أحد اللقاءات مع سماحة كتبت للحريري الأسماء المقترحة للحكومة وتمنيت عليه أن يحتفظ بها في جيبه للتأكّد من صحتها لاحقاً. لكنه لم يفعل غير مقتنع بصحتها، فسارع هاني حمود إلى الاحتفاظ بها من خلال تسجيل الأسماء في دفتره الصغير. بعد يومين أبلغ الحريري حمود وأنا في منزله في الطابق السابع انه كان متيقّناً من عدم صحة هذه اللائحة، وللتأكّد من ذلك سأل اللواء كنعان الذي لم يكن قد غادر منصبه بعد عن صحتها، فأجابه بأنها غير صحيحة على الاطلاق، وأن التغيير الحكومي غير وارد، وأن مجرد إثارتها من ميشال سماحة هي مجرّد رغبة من الأخير في تغيير الحكومة ليصبح وزيراً في الحكومة الجديدة.

دخل غزالي الى مكتب الحريري، وأُقفل الباب، وكنت مع بعض الزوّار في صالون الاستقبال، في انتظار انتهاء اللقاء لأتمكّن من مقابلة الرئيس. لم تمضِ دقائق على بدء الاجتماع حتى تعالى صراخ. لم أصدّق بداية أن مصدره مكتب الحريري، حتى سمعت صوته بوضوح.

لم يَدُمْ اللقاء أكثر من نصف ساعة، خرج بعدها رستم متجهّم الوجه وغادر القصر. أما الحريري فخرج بدوره أكثر تجهّماً. من دون أن أوجّه إليه أي سؤال قال: "يريدون تغيير الحكومة". وعاد الى مكتبه وأجرى اتصالاً أو أكثر لم أعرف بمن. بعد أقل من عشر دقائق رنّ جرس هاتفي الخلوي. كان ميشال سماحة على الخط. قال: "أين أنت"؟ "قلت في قريطم". قال: "وافِني في الحال الى منزلي يجب أن أراك لسبب طارئ".

دخلت على الفور الى مكتب الرئيس: "دولة الرئيس اتصل بي ميشال سماحة وأبلغني أنه يريد أن يلتقيني على الفور لسبب طارئ". أجاب الحريري: "يبدو أنه صار في الجو، إذهب، لا تتأخّر، وعُدْ إليّ بسرعة".

لدى وصولي الى منزل سماحة (في الأشرفية) بادرني على الفور بالسؤال: "ماذا فعل الرئيس الحريري؟" قلت: "ماذا فعل"؟ قال: "لماذا رفض تغيير الحكومة؟" قلت: "لا أعرف عمّا تتحدث، أي حكومة؟" قال: "العميد رستم (غزالي) زاره منذ قليل واقترح عليه تغييراً حكومياً، لكن الحريري رفض الاقتراح وحصلت مشادة بينهما. وقد اتّصل بي العميد رستم فور مغادرته قريطم وأسمعني كلاماً قاسياً عن الحريري".

قلت: "ماذا قال"؟
أجاب سماحة: "رستم اتّهم الحريري بأنه أميركي واسرائيلي، وأنه رفض تغيير الحكومة لأنه مرتبط بأجندة خارجية، وتحديداً أميركية واسرائيلية..."

أضاف سماحة: "إسمع مني وانصح الرئيس بالموافقة لأن الاخوان (السوريين) في وضع دقيق الآن، بسبب الحرب على العراق، لا يجوز للرئيس الحريري إلا أن يقف الى جانب السوريين في هذا الوضع".

عدت الى قريطم. كان الحريري واقفاً في المدخل الخارجي أمام سيارته. قال: "خيراً أنك عدت باكراً، أخبرني ما القصة، قبل أن أتوجّه الى عين التينة الرئيس برّي اتّصل بي قبل قليل". أبلغته بما سمعت فلم يعلّق، وصعد الى سيارته متوجّهاً الى عين التينة، حيث تبيّن له أن غزالي اتّصل برئيس المجلس وطلب منه إقناع الحريري بالموافقة على تغيير الحكومة.

مساء، وبعد عشاء ساده صمت طويل، انتقلنا الرئيس الحريري وهاني حمود وأنا الى غرفة الجلوس (في منزله في الطابق السابع)، حيث سألني: "ما زلت تحتفظ بلائحة الأسماء (الوزراء) التي حصلت عليها من ميشال سماحة قبل شهور؟" قلت: "لا دولة الرئيس، لقد رميتها بعدما شكّكت بصحتها". سارع حمود وقال: "أنا أحتفظ بها دولة الرئيس، دوّنتها في دفتري". وسحب دفتره من جيب سترته. وتلا الأسماء. دُهش الحريري وقال: "هذه هي الأسماء نفسها التي سمعتها من رستم (غزالي) اليوم".

"بلّش الاستقلال"
بعد ثلاثة أيام من انعقاد قمّة "النورماندي" زار الحريري بلغاريا. لدى عودته إلى بيروت لاحظتُ في عينيه فرحاً غير مسبوق ، ورغبة في الكلام غير مسبوقة أيضاً: "في فمك كلام دولة الرئيس؟" أجاب "في فمي أكثر من كلام". سألته: "خير دولة الرئيس؟" أجاب: "بلّش الاستقلال يا إبني". سألت مستغرباً: "كيف؟" فلم يُجِب مكتفياً بابتسامة. لم ألحّ عليه لمعرفة الجواب، لكنني طرحت السؤال بصيغة أخرى: "ومن سيحقّق هذا الاستقلال دولة الرئيس؟" قال والبسمة تكبر على وجهه أكثر فأكثر: "بطريرك الموارنة (مار نصرالله بطرس صفير) ووليد (جنبلاط) وأنا".

لم أفهم مغزى عبارة الاستقلال هذه إلاّ يوم انسحاب الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان (أبريل) 2005، عندما رويت لهاني حمود ما سمعته من الحريري قبل أشهر، شاكياً أمامه أنني لم أتمكّن من معرفة معنى هذه العبارة في ذلك الحين، خصوصاً أن هذا التقدير قد صحّ اليوم. سألني حمود: "أتذكر تاريخ هذه الواقعة؟" قلت "إثر عودته من بلغاريا" ثم قلّبت صفحات الأرشيف فتبيّن لي أن تاريخ هذه العبارة كان في 12 حزيران (يونيو) 2004. قال حمود: "هذا التاريخ يعني أن المقصود من عبارة الاستقلال نتائج قمّة النورماندي التي كانت عُقدت قبل أيام من هذا الموعد".

والأرجح أن الحريري اتّصل في ذلك اليوم بشيراك من بلغاريا، باعتبار أن الاتصال به من بيروت كان محفوفاً بمخاطر التنصّت، واطّلع منه على نتائج لقائه بوش، وفَهِمَ منه أنه تمكّن من جذب نظيره الأميركي باتجاه إيلاء الاهتمام المطلوب بلبنان والتعاون معاً من أجل رفض التمديد للحود والتحضير للضغط على سوريا لسحب جيشها من لبنان.

وأذكر أنّ هذه العبارة نفسها سَبَق أن سمعتها من الرئيس أثناء زيارة قام بها إلى روما عشيّة حرب العراق في نهاية كانون الثاني (يناير) 2003، ولم أفهم أيضاً ظروفها وخلفيّاتها حتى الآن.

في هذه الأثناء، بدأت تتوفر معلومات للنظام السوري مفادها أن ثمة تحضيرات أميركية ـ فرنسية لإصدار قرار دولي عن مجلس الأمن حول لبنان. تردّد في ذلك الحين أن مصدر هذه المعلومات كان نائب رئيس الحكومة اللبنانية عصام فارس الذي حصل عليها من واشنطن. كما كشف الزميل هشام ملحم في جريدة "السفير" بعد أسبوع من قمّة "النورماندي"، أن السفارة الفرنسية في واشنطن اقترحت على الديبلوماسية الأميركية إصدار بيان من مجلس الأمن يمنع التمديد للحود.

هذه الأجواء أغضبت القيادة السورية التي اتّهمت رفيق الحريري بالوقوف وراء الحراك الدولي الجديد. ازدادت الضغوط السورية على رئيس الحكومة، فبدأ يُرسل إشارات احتجاجية على هذه الضغوط. أولى هذه الإشارات كانت فتح قنوات مع لقاء "قرنة شهوان"، عبر النائب السابق غطاس خوري والنائب الشهيد باسل فليحان، اللذين عقدا سلسلة لقاءات مع النائب السابق فارس سعيد والنائب الحالي سمير فرنجية بعيداً عن الأضواء.

توسّعت هذه اللقاءات لاحقاً لتشمل النائب وليد جنبلاط الذي كانت خطوطه مع "قرنة شهوان" مفتوحة أصلاً منذ العام 2000. فكان الجديد في هذه الحركة دخول رفيق الحريري في تناغم حقيقي مع أهمّ طرفين معارضين للسلطة وللنظام السوري في ذلك الحين: وليد جنبلاط و"قرنة شهوان".

اللقاء الأول عُقد في منزل جنبلاط في كليمنصو، في حضور خوري وفليحان وفرنجية وسعيد ووائل أبو فاعور. أما عنوان هذا اللقاء، فكان التحضير المشترك لورقة عمل تتضمّن مواصفات رئيس الجمهورية المطلوب في مواجهة مشروع التمديد للحود، قبل أن تتطوّر هذه الورقة، التي بقيت بعيدة عن الأضواء، وتصبح عبارة عن مذكّرة مشتركة بين الحريري وجنبلاط والبطريرك صفير.

هذه الاستعدادات لبلورة اتفاق سياسي بين أطراف المعارضة حول الاستحقاق الرئاسي وما بعده أيضاً، أقلقت النظام السوري وحلفاءه في لبنان، الذين بدأوا يتلمّسون تقاطعاً سياسياً ملحوظاً بين الأطراف الثلاثة، في موازاة ضغط أميركي ـ فرنسي ـ دولي ضد التمديد للحود والسلوك السوري في لبنان. أطلق حلفاء سوريا إشارات متعدّدة تعبّر عن هذا القلق، كان أبرزها الأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الوزير السابق عاصم قانصوه الذي أعلن في 12حزيران( يونيو) 2004 أنه مع التمديد أو التجديد للحود، مضيفاً في 14حزيران (يونيو) 2004 أن "كل معارض للتمديد هو معارض لسوريا". وكان قد سبقه إلى ذلك نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي الذي أكد في5 حزيران (يونيو)2004 ، أي بعد يوم واحد من انتهاء قمة "النورماندي"، أنّ قرار الاستحقاق الرئاسي في لبنان "سيكون سورياً مئة في المئة".

وعلى الرغم من أن الأسد أعلن في 6 حزيران (يونيو) 2004 أن الاستحقاق الرئاسي "هو قرار لبناني"، كرّت سبحة تصريحات الموالين لسوريا الداعين إلى تأييد التمديد، وإلى أن يكون قرار الاستحقاق بيد سوريا.

في المقابل، شنّ أطراف المعارضة للتمديد حملة، كان أبرز معالمها بيان للقاء "قرنة شهوان" في1 تموز(يوليو) 2004 أطلق فيه أعنف موقف معارض للتمديد بعنوان أن "بقاء لحود في رئاسة الجمهورية تمديد للأزمة ولنظام الفساد".

قبل يوم واحد من موعد اجتماع "القرنة" كلّفني الحريري لقاء سمير فرنجية وفارس سعيد مجتمعَين، لجسّ نبض "القرنة" إزاء ما يمكن أن تعلنه بعد اجتماعها في اليوم التالي حيال التمديد، مع تمنٍّ بأن يكون الموقف قاسياً. فوجئت لدى لقائي بهما أنهما كانا يعدّان بياناً أقسى من طموحات الحريري.

في اليوم التالي، غادر الحريري بيروت صباحاً متوجّهاً إلى أرمينيا، حيث بدأ محادثات رسمية مع كبار المسؤولين هناك. بعد الظهر، وأثناء استراحتي في غرفتي في الفندق الذي نزل فيه الرئيس، فوجئت باتصال من الأخير يدعوني على عجل إلى جناحه. لدى دخولي إليه رأيت فرحاً يقفز من عينيه وإلى جانبه الوزير مروان حمادة الذي كان يرافقه في تلك الزيارة. سألته: "خير دولة الرئيس؟" أجاب: "ألم تَردْك الأخبار من بيروت؟" قلت: "لا دولة الرئيس خير؟" طلب من الوزير حمادة إبلاغي الخبر، فبدأ الأخير بتلاوة بيان لقاء "قرنة شهوان".

وسط هذه الأجواء تسارعت الخطوات واللقاءات بين ممثّلي الحريري وجنبلاط و"قرنة شهوان"، فاكتملت مذكّرة التفاهم بين الأطراف الثلاثة حول مواصفات الرئيس الجديد للجمهورية. فيما بدأ الحريري يطلق إشارات علنية أكثر وضوحاً ضد التمديد، فأعلن في 18 تموز (يوليو) 2004 عبر جريدة "السفير" أن "مزاج الشارع ضد التمديد".

مسوّدة مذكرة التفاهم
المسوّدة الأولى لمذكرة التفاهم بين الحريري والبطريرك صفير وجنبلاط كانت عبارة عن ورقة من 4 نقاط، تركّزت على مواصفات رئيس الجمهورية العتيد تحت عنوان "الاستحقاق الرئاسي محطة أولى على طريق الخلاص الوطني". وشدّدت على أهمية الالتزام بالطائف ووضع حدّ لتدخّل الأجهزة الأمنية في الشأن السياسي.. والاتفاق مع سوريا على وضع مزارع شبعا القانوني.

هذا النصّ الحرفي للمذكرة التي يكشف النقاب عنها للمرّة الأولى:
"أولاً ـ يشكّل الاستحقاق الرئاسي محطة أساسية في تاريخ لبنان الحديث لا تقلّ أهمية وخطورة عن محطات 1920 و1943 و1989:
فإما أن تكون بداية لحل الأزمة التي تهدّد مصيرنا الوطني. وإما أن تسرّع في انهيار الأوضاع وتقضي على أمل اللبنانيين في الخلاص وفي حياة أفضل.

ثانياً ـ إن مواجهة هذا الوضع ليست مسؤولية فريق دون آخر، إنما هي مسؤولية وطنية عامة. فعلى كل اللبنانيين المخلصين العمل على توحيد جهودهم من أجل إنجاح الاستحقاق الرئاسي والإتيان برئيس قادر على المساهمة، من موقعه الدستوري، في إخراج البلاد من أزمتها.

ثالثاً ـ لن يشكّل الاستحقاق الرئاسي محطة على طريق الخلاص الوطني إلا إذا تمّ إدراجه في خطة شاملة تهدف إلى نقل البلاد من حالة إلى أخرى. وتتضمّن هذه الخطة.

قيام حكومة وطنية تتولّى:
1 ـ مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية من خلال استنفار كل الطاقات اللبنانية في الداخل والخارج، ووضع برنامج لتنمية قدرات لبنان التنافسية، والاتفاق مع الدول الصديقة على خطة لتجاوز أزمة الدين العام.

2 ـ تنفيذ كل بنود اتفاق الطائف ورفض تعديله قبل تطبيقه وقبل تصحيح ما طُبّق منه وطيّ صفحة الماضي نهائياً تحقيقاً للمصالحة الوطنية.

3 ـ تأمين استقلالية القضاء وإعادة الحياة إلى مؤسسات الرقابة ومحاربة الفساد وإطلاق ورشة إصلاح واسعة على المستويات كافة وتحرير الإدارة من منطق الزبائنية المهيمن عليها وتحديث عملها.

4 ـ إخضاع الأجهزة الأمنية للسلطة السياسية ووضع حدّ لتدخّلها في الشأن السياسي وضبط مداخيلها وحصر عمل المحكمة العسكرية بالشؤون العسكرية دون سواها.

5 ـ بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، والتأكيد على تمسّك لبنان بكل القرارات الدولية من دون استثناء، والاتفاق مع سوريا على وضع مزارع شبعا القانوني.

6 ـ تحرير العلاقات اللبنانية ـ السورية من الشوائب التي تعتريها.

7 ـ استعادة دور لبنان الريادي في محيطه العربي والمساهمة في الجهود العربية المبذولة لمواجهة التخلّف وتأمين تطوّر المجتمعات العربية.

8 ـ إجراء انتخابات نيابية حرّة ونزيهة على قاعدة قانون انتخابي جديد يؤمّن صحة التمثيل الشعبي.

رابعاً ـ يحتاج وضع هذه الخطة موضع التنفيذ إلى تضافر جهود كل المسؤولين وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية. فينبغي تالياً على هذا الأخير أن يتمتّع بمواصفات تؤهّله القيام بالدور المطلوب منه. من هذه المواصفات:
أن يكون قدوة في التقيّد بأحكام الدستور واحترام الديموقراطية وحقوق الانسان ورفض كل أشكال النظام الأمني.

أن يكون حَكَماً وليس فريقاً، وأن يحظى باحترام اللبنانيين، فلا يكون مقبولاً من فريق ومرفوضاً من آخر.

أن يتمتّع بالنزاهة والشفافية، وتالياً بالمصداقية التي تؤهّله الإشراف على عملية إصلاح مؤسسات الدولة".

الصيغة النهائية للمذكّرة
أما الصيغة النهائية للمذكّرة فتضمّنت فقرة إضافية عن سلاح "حزب الله"، بناء على طلب بكركي، تتضمّن دعوة إلى تسوية سياسية لمسألة نزع سلاح الحزب من خلال "دفع إسرائيل إلى الانسحاب من مزارع شبعا مقابل قرار من مجلس الأمن بنشر قوات الأمم المتحدة في المزارع حتى تسوية النزاع السوري ـ الإسرائيلي عليها".

وهنا النصّ الكامل للمذكرة، التي جاءت تحت عنوان "الرئاسة اللبنانية المقبلة: مفترق طرق مصيري":
"أولاً ـ تظهر التطوّرات السياسية الأخيرة بشكل متزايد أن الرئيس إميل لحود قد يجد نفسه مجبراً على الاستقالة تحت وطأة الضغط الشعبي والسياسي. وفي مثل هذه الحالة، سيشكّل اختيار الرئيس المقبل مفترق طرق مصيري في تاريخ لبنان الحديث، لا يقلّ أهمية عن الخيارات المصيرية التي اتّخذت في 1920 و1943 و1989.

فإما أن تكون الرئاسة الجديدة بداية حلّ للأزمة التي تهدّد ديموقراطيتنا الناشئة.

وإما أن تسرّع في انهيار الأوضاع وتقضي على أي أمل في الخلاص وفي مستقبل أفضل.

ثانياً ـ إن مواجهة هذا التحدّي ليس مسؤولية فريق دون آخر، إنما هي مسؤولية وطنية عامة. وعلى كل اللبنانيين المخلصين توحيد جهودهم لانتخاب رئيس قادر على المساهمة، من موقعه الدستوري، في إخراج البلاد من أزمتها.

ثالثاً ـ لن يشكّل الاستحقاق الرئاسي محطة على طريق الخلاص الوطني إلا إذا تم إدراجه في خطة شاملة لهذا الهدف.
وتتضمن هذه الخطة:
قيام حكومة وطنية تتولّى:
1 ـ مواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية من خلال استنفار كل الطاقات اللبنانية في الداخل والخارج، ووضع برنامج لتنمية قدرات لبنان التنافسية، والاتفاق مع الدول الصديقة على خطة لتجاوز أزمة الدين العام.

2 ـ تنفيذ كل بنود اتفاق الطائف وطيّ صفحة الماضي الأليم نهائياً تحقيقاً للمصالحة الوطنية.

3 ـ تأمين استقلالية القضاء وإعادة الحياة إلى مؤسسات الرقابة ومحاربة الفساد وإطلاق ورشة إصلاح واسعة على المستويات كافة وتحرير الإدارة من منطق الزبائنية المهيمن عليها وتحديث عملها.

4 ـ إخضاع الأجهزة الأمنية للسلطة السياسية ووضع حدّ لتدخّلها في الشأن السياسي وضبط مداخيلها وحصر عمل المحكمة العسكرية بالشؤون العسكرية دون سواها.

5 ـ بسط سيادة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية، والتأكيد على تمسّك لبنان بكل القرارات الدولية من دون استثناء، والاتفاق مع سوريا على وضع مزارع شبعا القانوني.

6 ـ تفكيك ونزع سلاح جميع الميليشيات الفلسطينية في لبنان، عبر اتفاق شامل مع السلطة الفلسطينية يسمح لها بإقامة تمثيل ديبلوماسي يتولّى المرجعية الرسمية لكل شؤون اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

7 ـ التوصّل إلى تسوية لمسألة نزع سلاح حزب الله. في هذا المجال، يجب التفكير باستراتيجية من شقّين لتحييد النزاع بين حزب الله وإسرائيل ولتقديم الخدمات لناخبي حزب الله. ويمكن تحقيق الشقّ الأول من هذه الاستراتيجية بدفع إسرائيل إلى الانسحاب من مزارع شبعا مقابل قرار من مجلس الأمن الدولي بنشر قوات الأمم المتحدة في المزارع حتى تسوية النزاع السوري ـ الاسرائيلي عليها. ومن شأن هكذا حلّ أن يحرم حزب الله من نقطة الارتكاز المستمرّة لاعتبار نفسه حركة مقاومة ضد الاحتلال. ويجب أن يكون الشقّ الثاني من هذه الاستراتيجية تطبيق سياسة ناشطة من قبل الدولة اللبنانية لتوفير الخدمات الاجتماعية والتربوية والصحية للمناطق التي يستمدّ منها حزب الله شرعية سياسية وشعبية عن طريق توفيره لمثل هذه الخدمات. ومن شأن ذلك، بالتزامن مع قانون انتخابي سليم، أن يضعف قاعدة حزب الله وبالتالي أن يضعف موقفه في المفاوضات النهائية لنزع سلاحه.

8 ـ تحرير العلاقات اللبنانية ـ السورية من الشوائب التي تعتريها.

9 ـ استعادة دور لبنان الريادي في محيطه العربي والمساهمة في الجهود العربية المبذولة لمواجهة التخلّف وتأمين تطور المجتمعات العربية.

10 ـ إجراء انتخابات نيابية حرّة ونزيهة على قاعدة قانون انتخابي جديد يضمن التمثيل الصحيح للارادة الشعبية.

رابعاً: يحتاج تطبيق مثل هذه الخطة إلى تضافر جهود كل المسؤولين وفي مقدّمهم رئيس الجمهورية الجديد. فينبغي تالياً على هذا الأخير أن يتمتّع بمواصفات تؤهّله القيام بالدور المطلوب منه. ومن هذه المواصفات:
* أن يكون قدوة في التقيّد بأحكام الدستور واحترام الديموقراطية وحقوق الانسان ورفض كل أشكال النظام الأمني.

* أن يكون حَكَماً وليس فريقاً، وأن يحظى باحترام اللبنانيين، فلا يكون مقبولاً من فريق ومرفوضاً من آخر.

* أن يتمتّع بالشفافية والنزاهة، وتالياً بالصدقيّة التي تؤهّله الإشراف على عملية إصلاح الدولة.

* أن يشكّل تحالفاً سياسياً متجانساً وفعالاً مع رئيس مجلس الوزراء لقيادة السلطة التنفيذية عملاً باتفاقية الطائف

From the book ( P 213)

لم يكن ينقص الحريري سوى أغنية الإنتخابات، دائما كا نعرف أهمية الميديا و الترويج و الأغنية في الإنتخابات، استدعى نديم المنلا رئيس مجلس ادارة تلفزيون المستقبل و همس في اذنه قائلا : ما فيي عيش إلا معك، غامزا من قناة أغنية نانسي عجرم التي كانت رائجة في تلك الفترة، ان يشير بذلك الى أنه يريد أغنية للإنتخابات شبيهة بهذه الأغنية، كلف المنلا الفنان أحمد قعبور بإعداد أغنية فيها كلمة معك، بعد أيام قليلة عاد المنلا الى قريطم و معه مسودة قبل الغنية معك و بعد الغنية معك التي غنتها نجمة سوبر ستار بريجيت ياغي

استمع الحريري اليها فأعجبته بسرعة، طلب نسخة منها وصار يستمع اليها أو يسمعها لمقربين لمعرفة ردة فعلهم كلما حضر أحدهم الى قريطم. هاني حمود وأنا استمعنا اليها ثلاث مرات و في كل مرة كنا نراه متأثرا و معبرا بيديه

لكن على الرغم من عجاب الحريري الكبير بهذه الأغنية لم يتمكن من سماعها في الإنتخابات لأنه استشهد قبل إجرائها, فصارت اغنية استشهاده كما لو أنه اختار بنفسه اغنية الإستشهاد بدلا من أغنية الإنتخابات

(page 224)

رفض الحريري إعطاء السوريين وديعة من 7 نواب في بيروت لم يثر ردود فعل سورية فحسب، و انما ردودا من قوى محلية ايضا مثل حزب الله

المعاون السياسي للأمين العام للحزب حسين خليل وجه الى الزميل نصير الأسعد في تلك الفترة السؤال الأتي: كيف يرفض الحريري أن يكون للسوريين 7 نواب في بيروت؟؟؟ حسن عبد الكريم نصرالله لا يرفض طلبا للسوريين, كيف يرفض رفيق الحريري مطالبهم؟ ماذا يريد؟ أيريد أن يهزم السوريين في لبنان؟ و أن يخرجهم منه؟ يريد تسليم البلد للمسيحيين (المعارضة المسيحية في ذلك الحين)؟؟ والله والله نحن لم نبنٍ مقاومة على مدى 25 عاما لكي تنتهي بهذه الطريقة و يتولى هؤلاء زمام البلد
والله والله سنقلب الدنيا فوقاني تحتاني اذا مشي الحريري في هذا الطريق

Page 251-252

انطلق موكب الحريري في اتجاه قريطم، لكنه بعد بضع دقائق وصل الى مكان آخر، ختم باسم السبع كلمته في جلسة اللجان النيابية المشتركة، قال شكرا دولة الرئيس، و دوى انفجار هز المكان، خلع باب القاعة، و تناثرت قطع الجفصين من سقف البرلمان على رؤوس النواب. نفض السبع الغبار عن رأسه ووقف مذهولا نسي سترته في القاعة و خرج، حاول الإتصال بأي كان لكن الإتصالات مقطوعة, و هرع زميله أيمن شقير الى سيارة الأخير و لحقا الدخان.

أما بهية الحريري التي كانت توجهت الى فندق البريستول انتقلت على الفور الى قريطم فور سماعها صوت الإنفجار فلم تجد الرئيس هناك, عادت أدراجها الى ساحة النجمة، فلم تجده أيضا، انطلقت على الفور بسيارتها يرافقها فيصل سلمان في اتجاه الجامعة الأميركية و هي تصرخ و تقول يا الله يا الله

وصلت الى صالون المستشفى فلم يكن من الحاضرين هناك سوى مواساتها بالقول انشالله خير هو في العناية الفائقة

بعد دقائق قليلة توجه الطبيب الخاص للحريري الدكتور جابر صوايا بخطوات ثقيلة الى السيدة بهية, دموعه أنبأتها كما انبأت بقية الحاضرين، أن رفيق الحريري قد رحل، و أن صفحة من تلريخ لبنان قد طويت.
سلمها محبس الشهيد فسقطت على الأرض قبل أن يحضر عدنان البابا و معه قطعة من ربطة عنقه التي كان قد ألبسه أياها في الصباح

[right][right]

بكاسيني يوقّع "الطريق إلى الاستقلال"
في معرض الكتاب العربي الدولي

المستقبل - الاثنين 24 كانون الأول 2007 - العدد 2829 - شؤون لبنانية - صفحة 2

عمر حرقوص
الداخل إلى جناح "النادي الثقافي العربي" في معرض الكتاب العربي الدولي، أمس، يُفاجأ بحجم الحشد الذي أتى لحضور توقيع كتاب "الطريق إلى الاستقلال، خمس سنوات مع رفيق الحريري" للزميل جورج بكاسيني.
فهذا العام لم يتعوّد أصحاب دور النشر على الحشد الكثيف بتنوعه من مختلف المناطق اللبنانية. نساء ورجال وصبايا وشبان، عائلات بكاملها انتهزت فرصة الأحد للمجيء إلى المعرض والحصول على نسخة من كتاب يروي خارطة طريق لخطوات الرئيس رفيق الحريري الاستقلالية.
الأزمة السياسية وعدم انتخاب رئيس للجمهورية وأسباب أخرى تمنع الناس من التوجه إلى المعرض هذا العام، ولكن أمس كانت للمعرض حصته من ناس رفيق الحريري القادمين كأنهم من ساحة انتفاضة الاستقلال.
أمس، وخلال التوقيع الثاني للكتاب بعد التوقيع الأول في السرايا الكبيرة، لم يتغيّر الحضور لا من حيث الشكل ولا من حيث التنوع، وبعض الآتين لتوقيع الكتاب كانوا موجودين خلال التوقيع الأول.
القادمون من طرابلس والشمال على كثرتهم وقفوا حشداً كبيراً واختلطوا مع القادمين من صيدا و"شباب المستقبل" وهم ينتظرون وصول منسق "الشباب" أحمد الحريري. عائلات تتقدم لتشتري الكتاب، وبعضها لأب ليس موجوداً في لبنان أو لإبن، هؤلاء الناس الطامحون لقراءة تاريخ كأنه يومياتهم الشخصية في مواجهة الظلم والطغيان، فيما آخرون يريدون توقيعاً لكتاب يروي سيرة رجل جعل من حياتهم انتصاراً على احتلال دام 30 عاماً.
يتقدّم أحدهم ويطلب نسخة من الكتاب عليها إهداء بإسم ابنته "ناي"، يقول للزميل بكاسيني إن عمرها ثلاثة أشهر ولكنه يريدها أن تقرأ هذا الفصل من التاريخ اللبناني ولو بعد عشرين عاماً. هو شخصياً شهد الكثير من هذا السجل الحافل وشارك مع غيره في انتفاضة الاستقلال وبكى مع الناس استشهاد رفيق الحريري، ولذلك يريد لابنته أن تكون قريبة من رفيق الحريري، بعد عشرين عاماً أو بعد خمسين أو حين يكتب التاريخ بشكل مختلف.
حضر حفل التوقيع كل من مدير مكتب رئيس "تيار المستقبل" نادر الحريري، ومنسق الشباب في "التيار" أحمد الحريري، ومنسق المهن الحرّة في "التيار" النقيب سمير ضومط، العميد سهيل خوري، ومنسق الخارج في "التيار" نادر النقيب، إضافة إلى منسق بيروت خالد شهاب ومنسق بريطانيا محمد مشموشي، ومنسق الضنية نظيم الحايك وآلان بدارو مع وفد "تيار المستقبل" من الأشرفية. ونائب رئيس الصليب الأحمر اللبناني وليد الكبي، كذلك حضر منسقو الأقضية والمناطق في تيار المستقبل وزملاء إعلاميين.
يستمر عرض وبيع كتاب "الطريق إلى الاستقلال، خمس سنوات مع رفيق الحريري" في معرض الكتاب العربي والدولي في البيال وسط بيروت في جناح النادي الثقافي العربي وجناح الدار العربية للعلوم

[/right]
[/right]

وقع الزميل جورج بكاسيني كتابه الجديد"الطريق الى الاستقلال - خمس سنوات مع رفيق الحريري" في فندق "الكواليتي ان" في طرابلس، بدعوة من تيار "المستقبل" في الشمال.
حضر حفل التوقيع الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بعمر حمزة, الوزير محمد الصفدي ممثلا بأحمد الصفدي, عقيلة الوزير احمد فتف رولا مظلوم, النائب محمد كبارة, المحامي بسام ونوس ممثلا النائب بدر ونوس، المحامي علي الغول ممثلا النائب مصباح الاحدب, السفير خضر حبيب, منسق تيار "المستقبل" في الشمال عبد الغني كبارة وحشد من ممثلي الهيئات الثقافية والاجتماعية والتربوية.

كبارة
افتتح الحفل بالنشيد الوطني, ثم القى كبارة كلمة مما جاء فيها:" لم يكن استشهاد الرئيس رفيق الحريري ابن ساعته, او وليد صدفة, او نتيجة لحدث طارىء, انما كان نتيجة تجربة متراكمة ونتيجة عمل دؤوب ومتواصل بدأه الرئيس منذ انطلاقه في العمل السياسي وخصوصا في السنوات الاخيرة من عمره تحت عنوان استعادة استقلال لبنان.

وقال: " سعى الرئيس الشهيد الى هذا الاستقلال قبل استشهاده والوقائع المثيرة في هذا الكتاب خير دليل على ذلك, سيما وانها مسنودة بشهود ما زالوا احياء.
وقال:" رفيق الحريري لم يكن رجل دولة واعمار وحسب وانما ايضا رجل استقلال. رجل استقلال ليس على قاعدة العداء لسوريا بل على قاعدة عداء النظام السوري للرئيس الحريري. هذا الكتاب ربما يحرك جراحنا ويذكرنا بمحطات أليمة ويكشف النقاب عن مرارات حاصرت الرئيس الشهيد قبل استشهاده, لكنه في المقابل يسلط الضوء على حقائق يجب ان تكون في متناول الرأي العام".

بكاسيني
ثم القى بكاسيني كلمة قال فيها: "عندما استشهد شهيد الاستقلال بعضهم ظن انه في الامكان تجاوز الموضوع بعد بضعة ايام او خلال اسبوع او اسبوعين, لكن ظنهم خاب عندما تحولت هذه الشهادة الى ثورة لا بل الى انتفاضة انجبت الاستقلال, وعندما ظن بعضهم ان في الامكان طمس معالم الجريمة لا بل طمر حفرة "السان جورج " معتمدا الاسلوب نفسه الذي اعتمد في اعقاب الاغتيالات السابقة, خاب ظنهم ايضا عندما ولدت لجنة تقصي الحقائق ومن ثم المحكمة الدولية, لان الذين قتلوا رفيق الحريري هم الذين سقطوا في حفرة "السان جورج".

اضاف: "وعندما ظن هذا البعض انه مع ولادة هذه المحكمة سوف يصبح موضوع رفيق الحريري هامشيا, محصورا في هذه المحكمة وحسب او سيسحب من التداول كونه صار من اختصاص القضاء خاب ظنهم ايضا لانهم نسوا او تناسوا ان الشهيد رفيق الحريري سيبقى في قلوبنا وفي ضمائرنا وفي كتبنا ايضا".

وفي الختام قدم كبارة درعا تقديريا لبكاسيني.

NNA

إحصائية النادي الثقافي العربي

الطريق إلى الاستقلال مع رفيق الحريري لجورج بكاسيني
الكتاب السياسي الأكثر مبيعاً في معرض بيروت العربي الـ 51

المستقبل - الجمعة 4 كانون الثاني 2008 - العدد 2838 - ثقافة و فنون - صفحة 20

4 ـ سياسة:
1 ـ الطريق الى الاستقلال ـ خمس سنوات مع رفيق الحريري، تأليف: جورج بكاسيني، توزيع الدار العربية للعلوم، طبعة أولى ـ 2008م.
2 ـ القاتل إن حكى: سيرة الاغتيالات الجماعية، تأليف: نصري الصايغ، رياض الريس للكتب والنشر، طبعة أولى ـ 2008م.
3 ـ لعنة القصر: حوارات مع الياس الهراوي، نبيه بري، رفيق الحريري، ميشال عون، تأليف: غسان شربل، رياض الريس للكتب والنشر، طبعة أولى ـ 2008م.

لقاء في البترون حول كتاب "الطريق الى الاستقلال" للصحافي بكاسيني

وطنية - البترون - 17/2/2008 (متفرقات) نظمت رابطة البترون الانمائية والثقافية لقاء حول كتاب "الطريق الى الاستقلال" لمدير تحرير جريدة المستقبل الصحافي جورج بكاسيني، في اطار المعرض الثقافي الفني الاول "من اجل السلام في لبنان".
افتتح اللقاء بالنشيد الوطني، في حضور منسق تيار المستقبل في الشمال، ورؤساء بلديات ومخاتير. والقى الدكتور عارف ضاهر كلمة تحدث فيها عن اهمية الكتاب "الذي يعتبر الاكثر دقة لاخطر مرحلة وفيه صور الكاتب الحقائق والوقائع مع تفاصيلها، كما صور صمود الرئيس الشهيد وصلابته وعناده وتفانيه ومعاناته من اجل بلده الحبيب لبنان وشعبه، حتى الشهادة".
وقال: "انها حقائق التاريخ وادلة الحقيقة في كتاب كلما قرأته اردت قراءته مرة اخرى وتبقى متعطشا لمعرفة الكثير من الرجل العظيم". وحيا ضاهر الرئيس الشهيد في الذكرى الثالثة لاستشهاده.

بكاسيني
ثم كانت كلمة بكاسيني، الذي قال: "يوم 14 شباط الاخير لم يكن يوما عاديا كان استثنائيا بامتياز، ولا بد من ان تكون له نتائج سياسية مباشرة تتخطى المواقف والشعارات. هو بالتأكيد سيفتح الباب امام استكمال نصاب الاستقلال في المؤسسات. فبعد انتخاب اكثرية نيابية استقلالية، وبعد تعيين حكومة استقلالية ايضا، اصبح لا بد من انتخاب رئيس استقلالي ايضا سواء بالنصف زائدا واحدا او بالثلثين زائدا واحدا او باي نسبة زائدا واحدا. لم يعد يجوز ان يبقى قصر بعبدا شاغرا، لم يعد مقبولا ان يبقى كرسي رئاسة الجمهورية شاغرا، هذا عقاب جماعي للموارنة وللبنان في آن".
بعد ذلك، وقع الزميل بكاسيني كتابه، واستمرت نشاطات المعرض فقدم كل من جورج عيسى وجينيفر صقر لوحة موسيقية وعزف على البيانو، في حضور رئيس الرابطة الدكتور سمير ابي صالح واعضاء الرابطة وحشد من المهتمين

ندوة ل "التقدمي" في بعقلين عن كتاب الزميل بكاسيني "الطريق الى الاستقلال"

وطنية - بعقلين - 17/2/2008 (متفرقات) نظم منتدى الفكر التقدمي ندوة عن كتاب الصحافي جورج بكاسيني "الطريق الى الاستقلال - خمس سنوات مع رفيق الحريري"، في قاعة المكتبة الوطنية في بعقلين، شارك فيها الى جانب مؤلف الكتاب عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور شبلي المصري والصحافي نوفل ضو.
حضر الندوة القاضي الشيخ غاندي مكارم ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، مدير عام موظفي الدولة انور ضو، رئيس تجمع تجار الشوف احمد علاء الدين، وكيل داخلية الحزب التقدمي الاشتراكي رضوان نصر، اعضاء مجلس القيادة في الحزب: الدكتور وليد ملاعب، جوزف القزي، مفوضو الاعلام والتربية في الحزب رامي الريس وجلال ريدان ورؤساء بلديات وجمعيات ومؤسسات وحشد من الاهالي.

بعد النشيد الوطني وتقديم من السيدة رانيا التيماني الريس، تحدث الدكتور شبلي المصري فقال: "ان الرئيس رفيق الحريري الرجل الذي عمر لبنان وحمل قضيته وقضية فلسطين وسوريا وقضايا العالم العربي الى المحافل الدولية، وكان يجوب العالم في نيسان 1996 ويقرع الابواب من اجل الدفاع عن المقاومة فيكون رد الجميل بأن يقتله الملقبون بداعمي المقاومة، ويعتبر المقاومون ان التحدث عن قاتليه هو جريمة".

والقى الزميل ضو كلمة، اكد فيها "ان من حق الرئيس رفيق الحريري علينا ان نشهد بان المنتصر الحقيقي ليس من يتوهم الانتصار، وان المهزوم ليس الميت. فكم من اموات احياء في السياسة والحياة الوطنية".

ثم تحدت الزميل بكاسيني، فقال: "رفض المعلم السجن الكبير فاغتالوه. رفض الكبيران رفيق الحريري ووليد حنبلاط السجن الكبير وانتفض الكبار على السجن الكبير، ارادوا لبنان عربيا حرا سيدا مستقلا فاغتالوا رفيق الحريري وكوكبة من الشهداء. اشرقت شمس الحرية في ربيع بيروت فاغتال القتلة اصوات الحرية. استمرت ثورة الارز.. زرع القتلة عصابات ارهابهم في نهر البارد واغتالوا كوكبة من شهداء الجيش".
أضاف: "اغتالوا المعلم، الرئيس، المناضلين، الاقلام الحرة، ويحاولون اغتيال الوطن. وانتفاضة الارز مستمرة ، ولبنان الانسان ، العربي ، الحر ، السيد ، المستقل يتجذر، شلال الدم لم ينقطع، وهدير الحب والغضب يتدفق، تدفق في 14 شباط 2005 ، في 14 اذار فكانت ثورة الارز. وتدفق مع كل شهيد. هدر يشق الطريق الى الاستقلال وهدر حبا وغضبا ليؤكد الاستقلال في 14 شباط 2008".
ثم وقع الزميل بكاسيني كتابه، وسط حشد كبير غصت به قاعة المكتبة الوطنية

في حضور ممثلة نازك الحريري وديبلوماسيين وإعلاميين
بكاسيني يوقع في باريس "الطريق إلى الاستقلال": الكتاب مغامرة لأن الحريري يستحق ألف كتاب

باريس ـ "المستقبل"

وقّع الزميل جورج بكاسيني كتابه "الطريق إلى الاستقلال ـ خمس سنوات مع رفيق الحريري"، أمس، في معهد العالم العربي في باريس، بدعوة من تيار "المستقبل" وإذاعة "الشرق".
حضر المناسبة سفير لبنان في فرنسا بطرس عساكر وسفير الجامعة العربية في باريس الدكتور ناصيف حتّي، وممثلة زوجة الرئيس الشهيد السيدة نازك الحريري، السيدة جومانة دلول، والنائب فؤاد السعد والقيادي في "القوّات اللبنانية" إدي أبي اللمع، وممثلون عن قوى 14 آذار وإعلاميون وأصدقاء.
وبعد حوار بين الحضور والمؤلف أداره الزميل علي حمادة، ألقى بكاسيني كلمة نوّه فيها بالعاصمة الفرنسية "التي احتضنت أحلام رفيق الحريري ومساعيه السياسية والاقتصادية لإنقاذ لبنان.. باريس جاك شيراك الذي أثبت مراراً وتكراراً أنه كان لبنانياً أكثر من بعض اللبنانيين، وعربياً أكثر من النظام السوري".
أضاف بكاسيني: "لم يواجه رفيق الحريري التمديد المشؤوم بالانقلاب وإنما بالانتخاب، سعى إلى انتخابات نيابية حرّة ديموقراطية بالتحالف مع قوى حقيقية، لا وهمية، فقتلوه.. لا بل فجّروه ظناً منهم أن الألف وثمانمائة كيلو من الحقد كفيلة بأن تمثل درساً لكلّ من يحلم مجرّد حلم باستقلال لبنان، ونسوا أن أطنان الحقد هذه ستتبخّر وسيولد مكانها مليون رفيق الحريري في ساحة الشهداء، وبالأمس في 14 شباط صاروا مليوناً ونصف مليون رفيق الحريري".
وختم قائلاً: "إن أحداً لن يستطيع أن يفي رفيق الحريري حقه أو أن يجمعه في كتاب. لذلك، أعتقد أن ما قمت به من خلال هذا الكتاب هو عبارة عن مغامرة أرجو أن تكون قد نجحت لأن رفيق الحريري يستحق ألف كتاب.. فسامحوني".
وكان بكاسيني عقد مؤتمراً صحافياً يوم أول من أمس في مركز الصحافة الأجنبية بدعوة من نادي الصحافة العربية بحضور مراسلين عرب وأجانب، دار خلاله حوار قال فيه إنه وضع هذا الكتاب لأسباب كثيرة أبرزها "أنني أردت تسجيل وقائع ومعلومات وأدلة سياسية في حوزتي من موقعي كصحافي تثبت أن النظام السوري قتل رفيق الحريري"، وأضاف: "لست قاضياً ولا محققاً عدلياً، لكنني من موقعي كمراقب صحافي ومواكب لتلك المرحلة سلطت الضوء على ما أعرف والذي أصبح ملكاً لمحكمة الرأي العام