مناظرة جعجع-نصرالله... ماذا لو حصلت؟

من سابع المستحيلات" ولكن...هكذا يديرها الاعلاميون اذا سنحت لهم الفرصة

مناظرة جعجع-نصرالله... ماذا لو حصلت؟

المناظرة التلفزيونية التي دعا اليها رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، هل يمكن أن تحصل، وما الفائدة منها في ظل التجاذب الحاصل والازمة السياسية الحادة؟

NOWLebanon سأل عدداً من الاعلاميين الذين يقدمون برامج سياسية على الشاشات الصغيرة، وعن كيفية ادارتهم هذه المناظرة المفترضة، اذا حصلت، واذا أتيحت لهم الفرصة.

واذا كان الاعلامي سعيد غريب من تلفزيون NBN اعتبر ان اجراء مناظرة بين جعجع ونصرالله "من سابع المستحيلات وتالياً لا يمكن بناء سيناريوات ومشاريع على اساس هذه الفرضية التي لن تصبح واقعا"، فان الاعلامي عماد مرمل من تلفزيون "المنار" رأى ان مناظرة بين السيد نصرالله والدكتور جعجع "لن تحصل، لأن ثمة اختلافاً بالنظر الى قطبيها، ولأن أحد شروط المناظرات هو التكافؤ، في حين ان ثمة اناساً يعتبرون ان لا توازن بين حجم السيد نصرالله والدكتور جعجع، وثمة عائق هو التفاوت في الاحجام، في نظر البعض". أما الاعلامية ماتيلدا فرج الله فاعتبرت ان "هذه الدعوة غير منطقية وغير قابلة للتنفيذ لاسباب عدة، أولها أن الكلام لم يعد يعطي نتيجة اليوم لاننا نعرف سلفا كيف يفكر كل طرف وماذا يقول وكيف يتهم الاخر، ونعرف من اي أرضية ينطلق كل طرف". وأضافت "ثمة خصومة لحزب الله مع فريق 14 اذار انطلاقا من طروحات معينة، ولكن لسمير جعجع خصومة خاصة بالنسبة لحزب الله، فأحد قيادييه منذ فترة طالب بسجن سمير جعجع ودائما يذكرونه بانه دموي وبانه من امراء الحرب".

لكن الاعلامي جورج صليبي من New TV اعتبر ان "المناظرة التلفزيونية بين رجلين من زعماء الصف الاول في لبنان و من جهتين سياسيتين متناقضتين تجذب كل الرأي العام في لبنان والخارج وخصوصا ان البرامج السياسية في لبنان تعاني الرتابة من ناحية المواضيع والضيوف والعناوين المطروحة، والتكرار في المواقف". وأضاف "نعيش في حلقة مفرغة، ان في البرامج السياسية او في المواضيع المطروحة، فاذا جمع اثنان من هذا النوع من القادة في مناظرة تلفزيونية ستكون خبطة اعلامية كبيرة جدا، والاعلام اللبناني مؤهل لادارة هذا النوع من المناظرات، ومن المؤكد أن اي محطة تلفزيونية تهمها استضافة هكذا مناظرة لجذب المشاهدين والمعلنين كما انه مهم جدا لاي اعلامي استضافة هكذا لقاء لانه يسجل في تاريخه وسجله الاعلامي".

ولكن، لو اصبحت المناظرة واقعا، هل ستردم الهوة او ينتج عنها مزيد من اتساع هذه الهوة؟

أجاب صليبي "لا استطيع ان اقدر ما سينتج عن هذه الندوة اذا حصلت، اذ يمكن ان يرى المشاهد الفوارق الكبيرة بين الطرفين وممكن ان يكون ثمة جوامع مشتركة يلتقيان حولها"، لكنه اكد ان "المناظرة لا تزيد الاحتقان، بل تنفّسه او قد تخفف منه او تجمده".

ولاننا "لسنا في الولايات المتحدة في مناظرة انتخابية"، لا يعتقد صليبي أن المناظرة ستترك تأثيراً على الجمهورين، "فنحن في لبنان وكل جمهور متمسك بقادته وبتوجهاتهم، ولو كان لدى الناس وعي اكبر لما كانوا ينجرون اقله لما يحصل من مواجهات وتوتر امني يحصل في احياء بيروت من وقت لاخر".

الاعلامي عماد مرمل لاحظ أن "ثمة حجماً من الخلاف السياسي يتجاوز ما يمكن ان تقلصه مناظرة تلفزيونية، والأمر اكثر من خلاف، اذ ثمة انقسام عميق ولغة متبادلة حادة جدا". لكن مرمل رأى أن "فائدة المناظرة اذا حصلت ان المشاهد بدل ان يسمع السيد نصرالله والدكتور جعجع كلاً على حدة، عنده فرصة لمشاهدة المواقف تتفاعل مباشرة وهذه الافادة الوحيدة من المناظرة حيث تتفاعل الاراء على طاولة واحدة". وفي نظر مرمل ان "اذا حصلت هذه المناظرة قد يكون لها تأثير نفسي ايجابي وقد تريح مناصري الطرفين رغم انها لن تعالج المشاكل، ولكن اقل الايمان تأثيرها ضمن الاطار النفسي وتظهر ان الحوار ما زال ممكنا ولكن المناظرة هي مكان كل طرف يعرض وجهة نظره لذلك الحوار مفيد اكثر وله جدوى سياسية اكبر".

الاعلامية ماتيلدا فرج الله رأت أن "المناظرات التلفزيونية لا تساهم بأي شيء في هذه الازمة لان كل من يقتنع بسياسة اتجاه معين يكون معه ومع مواقفه ويخاصم الطرف الاخر، وهذه المناظرات تكون شكلية ولا تدخل الى جوهر الحل، وتكون جدلية وعقيمة وتجري اعادة المواقف من سنة ونصف سنة حتى الان".
واكدت فرج الله ان المناظرة اذا تمت "لن تضيف شيئا لان الوضع اللبناني ليس قائما فقط على حقائق داخلية، اذ أن جزءا من الحقائق يرتبط بالوضعين الدولي والاقليمي وانعكاسهما على الداخل اللبناني، والمناظرة ليست لها ارتدادات على الوضع في لبنان لان الازمة لا تتعلق فقط بلبنان". لكنها أقرّت بأن "المناظرة ستأخذ بعدا شكليا اعلاميا وهو أن شخصين مثل السيد نصرالله والدكتور جعجع يتواصلان في وقت انعدام التواصل وهذا قد يريح الشارع قليلا ولكن ليس اكثر من ذلك".

الاعلامية مي شدياق قالت "اذا اردنا التع€اطي بعضنا مع بعض كشعب حضاري ضمن مفاهيم موحدة، يمكن للمناظرة ان تفيد، ولكن لسوء الحظ السلم عند البعض يعني خيانة عند الاخرين، وتقبل الاخر للمشاركة، يعني بالنسبة الى البعض فرض الاستسلام عند الاخرين، وعندما تتوحد المفاهيم والمعاني قد نصل الى نتيجة ولكننا نتحدث بلغتين".

وتمنت شدياق "ان تكون المناظرة، في حال تمت، بلهجة غير تصعيدية وغير حادة وأن تجري بهدوء بحيث لا يقوم جمهور منطقة معينة بعد الكلام بمهاجمة جمهور منطقة اخرى".

كيف يدير هؤلاء الاعلاميون المناظرة اذا حصلت؟
جورج صليبي اعتبر "ان المحاور التي يمكن ان تطرح في مناظرة بين السيد نصرالله والدكتور جعجع كثيرة ومتشعبة". لكنه أضاف "ما يهمني ان اطرحه هو موضوع ازمة الثقة المستحكمة والقائمة بين الطرفين في لبنان وينتج عنها كل هذا الصراع السياسي لان لا هذا الطرف يثق بذاك والعكس بالعكس، ومن ناحية اخرى يهمني طرح الهواجس المتبادلة لدى الطرفين، فالدكتور جعجع اكيد لديه هاجس سلاح المقاومة وهاجس الدويلة الذي يطرحه فريق 14 اذار، وفي المقابل يجب ان نعرف ما هي الهواجس الموجودة لدى حزب الله والطرف الاخر، وهم يعبرون عن ذلك بما يسمى السير بالمشروع الاميركي الذي يحضر للمنطقة. كما انني اريد ان اعرف ما هو مشروع او رؤية كل منهما للحل خارج الحلقة المفرغة التي ندور فيها مثل المبادرة العربية وغيرها والمثالثة واعداد الوزراء. ليعط كل واحد منهما رؤية للحل تتضمن عناصر اكثر من الموفدين والمبادرات والاعداد التي يطالب بها هذا الطرف او ذاك".

مرمل، من جهته، يطرح، اذا كان هو مدير المناظرة، "نظرة كل من الطرفين الى لبنان، اين تلتقيان واين يفترقان، وما الذي يجمع بين الاثنين، وما الذي يفرق، وموضوع سلاح المقاومة ومحاولة فهم المضمون الحقيقي لرؤية كل طرف لهذا الموضوع، وقضية النظرة الى اسرائيل من قبل الطرفين، اضافة الى موضوع الفيدرالية وراي الطرفين فيها".

الاعلامية ماتيلدا فرج الله قالت: " اول سؤال اطرحه على الطرفين في مناظرة من هذا النوع هو هل ثمة امكان للتلاقي ؟ وهل عدم التلاقي يجعل فعلا من لبنان لبنانين ومشروعين كما يقال؟ وهل ثمة امكان لنقاط مشتركة تجعل لبنان واحدا ضمن استراتيجية واحدة؟".

أما مي شدياق فقالت "ان المحاور التي يمكن ان تطرح في هكذا مناظرة هي: اولا، ما هو لبنان الذي نريده، هل هو لبنان المتحفز دائما للحرب او لبنان الذي يحترم علاقاته وصداقاته ضمن حيادية تؤمن له الاستمرارية؟ ثانيا، صيغة المثالثة، وهل نحن متمسكون بالطائف ام لا ؟ وهل اصبحنا على ابواب الجمهورية الثالثة؟ وثالثا، هل ثمة استعداد لفتح كل دفاتر الحرب وما الذي يفرق بين تهمة الاجرام بين فريق وفريق اخر؟".