تمثيل على الطريقة اللبنانية في قمة "غزة أولاً"؟

الهاشم وسكّرية وحبيش وبولس تحدثوا الى NOWLebanon

تمثيل "على الطريقة اللبنانية" في قمة "غزة أولاً"؟

كلوفيس الشويفاتي

اجتماع لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة (أ.ف.ب.)

في ظل الفراغ في قمة الهرم الدستوري اللبناني، وفيما العلاقات اللبنانية-السورية في الحضيض، تتجه الأنظار الى مسألة مشاركة لبنان في القمة التي تستضيفها دمشق في نهاية الشهر الجاري: هل سيدعى لبنان الى القمة، والى من ستوجه سوريا الدعوة، فيما حلفاؤها في لبنان لا يعترفون بشرعية الحكومة الحالية؟ واذا دعي لبنان، من يمثله في ضوء عدم وجود رئيس للجمهورية؟
على خلفية وضع عربي شديد الاحتقان، وجو اقليمي بالغ التوتر، قد يقلب أولويات القمة، وقد يجعلها قمة "غزة أولاً"، تبدو مسألة تمثيل لبنان في القمة اشكالية جديدة وازمة اضافية في المشهد السياسي.
المعارضة اللبنانية تميل الى استبعاد توجيه دمشق دعوة الى الحكومة اللبنانية. فالنائب اسماعيل سكرية توقع ألا ترسل سوريا دعوة الى الحكومة، فيما لفت عضو تكتل الاصلاح والتغيير النائب عباس هاشم في تصريح لـNOWLebanon الى ان "بروتوكول الجامعة العربية اوجد آليات تتيح تفادي الدخول في متاهات، في ظل التباين الداخلي في شأن شرعية او عدم شرعية الحكومة، اضافة الى لاميثاقيتها ولاقانونيتها، ومن هذه الآليات، على سبيل المثال لا الحصر، ان يقوم البلد المضيف بايداع الدعوة او بتسليم الدعوة الى ممثل الدولة التي يوجد تباين في مؤسساتها".
لكن النائب هادي حبيش من فريق الأكثرية شدد في تصريح لـNOWLebanon، على ان "المفترض بالدولة المضيفة ان تدعو الحكومة اللبنانية بسبب عدم وجود رئيس للجمهورية". وسأل حبيش "ما المانع في ان تسلم سوريا الدعوة الى الحكومة اللبنانية؟ بالامس استقبلت سوريا الوزير محمد الصفدي، وهذا يشكل اعترافاً سورياً بالحكومة اللبنانية، علما ان لبنان لا ينتظر سوريا لتعترف بحكومة لبنانية شرعية معترف بها من كل دول العالم".
ومع أن النائب سكرية لاحظ، في تصريحه لـNOWLebanon، أن "بالامس كان يقال لا تمثيل الا بانتخاب رئيس، واليوم اصبح البحث من سيتسلم الدعوة ومن سيمثل لبنان"، فان مشاركة لبنان في القمة تبقى غير مؤكدة، حتى لو تلقى دعوة. ففي رأي حبيش ان موضوع تمثيل لبنان "مرتبط ايضا بمشاركة بعض الدول التي اخذت موقفا من الازمة اللبنانية". وقال "اذا كانت هذه الدول ستقاطع القمة بسبب وقوفها الى جانب لبنان، فهل يمكن في هذه الحال أن يشارك لبنان؟". واضاف: "هذه الامور ستؤخذ في الاعتبار لاننا يجب ان نعرف ما هو موقف الدول الصديقة للبنان والتي تساعده وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر لنعرف على اي اساس سيكون التمثيل وما هو مستواه".
وفي حال المشاركة، ستكون مسألة تمثيل لبنان مثار جدل من نوع آخر. النائب هاشم استبق الأزمة باقتراحه "ان يقوم الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بجولات مكوكية بين الموالاة والمعارضة لايجاد صيغة مشتركة تسمح بان يكون للبنان ممثل، باتفاق مسبق بين كل اطياف الواقع، تجنبا للانقسام الكارثي على مستوى الحكم".
غير ان حبيش رأى ان "من يمثل لبنان يفترض أن يكون رئيس الجمهورية، وفي ظل عدم وجود رئيس للجمهورية، يمكن الحكومة اللبنانية ان تنتدب احد الوزراء لتمثيلها في القمة العربية، ومن الممكن ان يكلف وزير الخارجية او غيره، او ان يؤخذ في الاعتبار ان يكون وزيرا مارونيا".
واعتبر النائب جواد بولس، من فريق الأكثرية، في تصريح لـNOWLebanon، ان "لبنان يجب أن يتمثل برئيس الجمهورية، لكي تكون القمة فعلاً قمة للدول العربية، وفي حال حصل غير ذلك ستكون القمة لقاء بين مجموعة من الدول العربية طالما ان ثمة دولة عربية غير ممثلة على صعيد رئيس الجمهورية".
واضاف بولس: "في حال عدم انتخاب رئيس، فالحكومة او السلطة التنفيذية تتولى صلاحيات رئيس الجمهورية وبالتالي الدعوة يجب ان توجه الى رئيس الحكومة، كون الحكومة هي السلطة التنفيذية وهي تنتدب من يمثل لبنان وقد يكون تمثيل لبنان على صعيد وزير او مجموعة وزراء".
حبيش نفى ان يكون مطروحا تمثيل لبنان بقائد الجيش العماد ميشال سليمان "لانه ليس رجلا سياسيا". وقال "هذا الطرح ليس جدياً لان العماد سليمان ما زال يمارس مهامه كقائد جيش ولا يريد القيام بتحركات سياسية".
بدوره، اعتبر سكرية ان "طرح تمثيل قائد الجيش ليس منطقيا، فهو موضع اجماع كمرشح لرئاسة الجمهورية، ولكن تولي وزير الخارجية فوزي صلوخ تمثيل لبنان، اسهل، رغم الحديث عن ان الوزير صلوخ مستقيل او نصف مستقيل". وأضاف "قد يذهب مع الوزير صلوخ شخص اخر ويتم ايجاد اخراج على الطريقة اللبنانية يرضي الموالاة والمعارضة".
وتعليقاً على احتمال تمثيل لبنان بالعماد سليمان او ان يترأس الوفد اللبناني الوزير صلوخ، اعتبر هاشم ان "كل السيناريوات التي تنطلق من فكرة تمثيل لبنان بوفد موحد، هي اطار شريف ومدماك اساسي في اطار عودة الحل الى لبنان".
على أن هاشم طرح مسألة أخرى، اذ أبدى اعتقاده بان "موضوع فلسطين وغزة أصبح الأساسي في جدول اعمال القمة وتراجع لبنان الى الدرجة الثانية أو الثالثة في سلّم الأولويات".
وفي أي حال، يرى المحللون أن ما حصل في غزة أنقذ قمة دمشق من امكان حصول مقاطعة عربية لها، أو من احتمال تأجيلها الى حين انتخاب رئيس في لبنان.