المستقبل
إرتبطت إيمان ع. بعلاقة خطوبة منذ قرابة ثلاث سنوات بباسم س.د. الذي كان يتردد على منزل ذويها وقد لاحظ أخيراً أن خطيبته بدأت بالنفور منه والابتعاد عنه، فساورته الشكوك حولها وشرع مراقبتها وتعقبها في تنقلاتها، فتمكن من تحديد سبب نفورها منه، وهو ارتباطها بعلاقة عاطفية مع شخص آخر، هو سليمان ص. الذي تعرف الى إيمان من دون أن يعلم أنها مخطوبة الى باسم وعلى هذا الأساس أخذ سليمان يتردد على منزل ذويها ويصحبها في زياراته بمعرفة أهلها.
وبتاريخ 6/12/2004 اتصل باسم بمنزل خطيبته ليلاً وسأل عنها فأبلغته والدتها أنها خرجت من المنزل فاستبد به الغضب وقصد منزل صديقه فاروق أ.م. وأبلغه بسلوك خطيبته الشائن وخروجها من المنزل برفقة سليمان وطلب منه مرافقته بغية التصدي للأخير وضربه، فوافق فاروق على مساعدته في مشروعه الانتقامي وأحضر عصا كبيرة في حين قام باسم بإحضار رشاش حربي وضعه في السيارة، ثم استقل باسم وفاروق السيارة وقصدا مدينة عاليه حيث قاما باحتساء البيرة ثم عرجا على منزل خطيبة باسم وكمنا داخل السيارة بانتظار وصولها مع سليمان، وقرابة الساعة الحادية عشرة والنصف ليلاً وصل سليمان مع خطيبة باسم على متن سيارته الجيب بلايزر ودخلت الى منزل ذويها، وما أن شاهد باسم سليمان حتى عمد الى وضع سيارته في وسط الطريق بهدف قطع المرور أمام سيارة سليمان، وخرج باسم من سيارته كما خرج معه فاروق ملوّحاً بعصاه ومهدداً بها.
وحاول باسم انتزاع مفتاح الجيب من مكانه، فبادر سليمان الى الإقلاع بسيارته الى الخلف فسقط باسم أرضاً ثم أقلع سليمان بسيارته الى الأمام وصدم سيارة باسم كي يؤمن مرور سيارته بعد أن قطع الأخير الطريق. وقاد سليمان سيارة الجيب بسرعة.
وفي هذه الأثناء انهمرت طلقات الرصاص على سيارة الجيب التي كانت على بعد مايتي متر تقريباً وكان إطلاق النار يتم بصورة متقطعة، أي طلقة طلقة، ما أدى الى إصابة السيارة من جهتها اليسرى وتحطم زجاجها الخلفي، فبادر باسم الى الابتعاد بسيارته مسافة قليلة ثم ركن سيارته في وسط الطريق وترك مصابيحها مضاءة وغادر السيارة ثم اتصل برجال الأمن مبلغاً عن حصول الاعتداء عليه.
ولدى التحقيق مع باسم أوضح أنه عندما أقلع سليمان بسيارته وأوقعه أرضاً، عمد الى اللحاق به بسيارته ولم يكن فاروق مرافقاً له وبعد قرابة ثلاثماية متر شهر رشاشه الحربي وأخذ يطلق النار ثم قام بإلقاء الرشاش الحربي بعد أن اختفت سيارة سليمان عن ناظريه ثم عاد بسيارته الى حيث كان يقف فاروق وأقله بسيارته حيث غادر فاروق الى منزله.
ولدى عودته شاهد سيارة سليمان وهي متوقفة على الطريق ومصابيحها مضاءة، وأكد أنه يحتفظ بالرشاش الحربي في منزله بصورة مستمرة وهو غير مرخص وأنه وضعه في سيارته قبل الحادث بيومين صدفة، وأنه لم يخطط لقتل سليمان وإنما أراد التعرف الى هوية الشخص الذي يخرج مع خطيبته وأنه كان ينوي ضربه فقط وتهديده وإبعاده عن خطيبته، وأنه أطلق النار على سيارة سليمان لأن الأخير صدمه. وأنه هو وحده المسؤول عن الحادث وعلى هذا الأساس فقد اتصل بخطيبته بعد الحادث وقال لها بأنها "خربت بيته".
وصرّح فاروق في التحقيقات الأولية أن باسم حضر الى منزله وطلب منه مرافقته الى عاليه لشرب البيرة وأبلغه أنه اتصل بخطيبته في منزل ذويها من دون أن يجدها هناك وأنه بصدد وضعها تحت المراقبة وأنه لدى وصوله مع باسم أمام منزل خطيبته أقدم الأخير على قطع الطريق بسيارته وترجّل وقام بفتح باب سيارة سليمان وقد سمع شجاراً بينهما فترجّل فاروق في هذه اللحظة حاملاً العصا، فهرب سليمان بسيارته الجيب بعد إزاحة سيارة باسم الذي عمد الى اللحاق بسيارة سليمان وبعد لحظات أخذ يسمع أزيز الطلقات النارية طلقة طلقة، وبعد حوالي خمس دقائق عاد باسم بسيارته وأخبره أنه أطلق النار على سيارة الجيب العائدة لسليمان من رشاشه الحربي ولدى مرورهما بالقرب من سيارة سليمان المتوقفة على قارعة الطريق ومصابيحها مضاءة، أبلغه باسم أنه ربما يكون سليمان قد أصيب أو قتل وأن باسم طلب منه الهروب الى جونيه، وأنكر أن يكون قد اتفق مسبقاً مع باسم على الاعتداء على سليمان كما أنكر أن يكون قد شاهد الرشاش داخل سيارة باسم وأكد أن الأخير لم يبلغه بوجود الرشاش مع العلم أنه كان في السابق يشاهد رشاشاً في سيارته وأنكر قيامه بقيادة السيارة عندما لحق باسم بسليمان وأطلق عليه النار.
وفي مرحلة التحقيق الابتدائي، كرر باسم أقواله الأولية، وأضاف أنه كان ينوي القيام بمشكل مع سليمان الذي يخرج مع خطيبته، وكذلك كرر فاروق أقواله الأولية، وأضاف بأن باسم كان ينوي ضرب سليمان.وقد أصدرت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي فوزي أدهم وعضوية المستشارين جان بصيبص وأحمد حمدان، حكماً في القضية قضت بإنزال عقوبة السجن لمدة سنة ونصف بحق "باسم" وخفضتها بالاكتفاء بمدة توقيفه التي تجاوزت الأربعة أشهر مع غرامة خمسماية ألف ليرة، كما غرّمت "فاروق" بمبلغ ماية ألف ليرة.