لبنان: الصراع على المفتاح الثالث

لبنان: الصراع على المفتاح الثالث





بيروت - «المحرر العربي» - خاص:




اختصر أحد أقطاب السياسة اللبنانية واقعها بأنه صراع الأقلية والأكثرية، المعارضة والحكومة، على المفاتيح الثلاثة: مفتاح رئاسة الجمهورية، ومفتاح المجلس النيابي، ومفتاح الحكومة. وتابع القطب السياسي حديثه قائلاً: في واقع الحال فإن مفتاح الرئاسة الأولى هو بيد المعارضة بحكم تحالفها مع الرئيس لحود وتحالف الرئيس لحود معها وارتباط الاثنين بمشروع إقليمي واحد. كذلك فإن مفتاح المجلس النيابي هو في جيب الرئيس بري كما يعلم الجميع، وقد أقفل المجلس لئلا تمارس فيه الأكثرية النيابية حقها وشرعيتها. بقي المفتاح الثالث أي الحكومة وهو ما تريد المعارضة امتلاكه بالثلث المعطل، وبذلك تكتمل سيطرتها على مؤسسات لبنان الدستورية مقدمة للانقلاب الكبير الذي يطبخ لها في عواصم إقليمية ذات مصالح وترفض مقولة لبنان الحر والمستقل. واستطرد القطب السياسي اللبناني قائلاً: إن خطورة الصراع ما بين الأكثرية النيابية ذات الشرعية، والأقلية التي تمسك مفتاحي الرئاسة والمجلس وتتطلع للإمساك بمفتاح الحكومة عبر الثلث المعطل، هو أنه يختصر مشروعين للبنان: لبنان المستقل، والعضو في جامعة الدول العربية ومنظومة الدول الشرق أوسطية. ولبنان الملحق بجواره الإقليمي ويشكل مجرد إضافة لدور هذا الجوار في لعبة المنطقة. من هنا، يقول القطب السياسي اللبناني، فإن معركة رئاسة الجمهورية والحكومة تختصر مستقبل لبنان. فإذا سلمت الأكثرية للأقلية بالثلث المعطل والرئيس التوافقي، أي الرئيس الذي توافق عليه دمشق وطهران، فقد سلمت لبنان ومعه مصيرها وما تمثله. وإذا تمسكت الأكثرية بحقها الديموقراطي وما تمثله تكون قد أكدت شرعيتها ومعها شرعية لبنان الوطن المستقل لا الوطن الملحق أو المضاف. وتابع يقول: إن الحديث عن الشراكة والميثاق مجرد غطاء لاختراق الأسس التي قام عليها لبنان وإيجاد قواعد جديدة لاستمراره ملحقاً من نحو، وممسوكاً من داخله من نحو آخر. هناك لعبة كبرى على امتداد الشرق الأوسط يحاول فيها فرقاؤها الإقليميون والدوليون أن يضع كل منهم أكثر من مفتاح في جيبه. والصراع اليوم بين الإقليميين: إيران، سورية، السعودية، مصر، الأردن، إسرائىل هو على المفتاح اللبناني وفي أي يد ولمن ومتى يستخدم وفي أي اتجاه. وكذلك الأمر بين الدوليين، فهنالك واشنطن، وباريس - أوروبا ومشاريع إعادة توزيع المصالح وتقاسمها في ضوء غياب الاتحاد السوفياتي وسقوط الشيوعية. بهذا المنظور الوطني لبنانياً، والإقليمي شرق أوسطياً، والدولي في علاقات المنطقة وأجزائها بالمصالح يمكن قراءة الواقع اللبناني والصراع المحتدم بين أقلية المعارضة وأكثرية الحكومة على المفتاحين: مفتاح الرئاسة الأولى، ومفتاح الحكومة. وويل اللبنانيين إذا سلمت الحكومة بمفتاحها عبر الثلث المعطل. يومها نقول للبنان: وداعاً أيها الوطن الأخير في المنطقة للحرية والتعايش.