المستقبل
لم يكن الوالد "خليل" يدري أن ذهابه في نزهة مع زوجته وابنتيه إلى وسط بيروت سينتهي بإحداهما إلى الهرب خطيفة مع شاب كانت تحبه ويمانع الوالد زواجها منه.وبعد فترة قصيرة من تركها المنزل، علمت الفتاة أن رأي والدها كان الصواب، "فزوجها" السيئ السمعة والعاطل عن العمل كان يشبعها ضرباً حتى تمكنت من الهرب من بيته قاصدة بيت والدها.بتاريخ 27/12/2006، تقدم خليل ح.
بشكوى أمام النيابة العامة الاستئنافية في جبل لبنان، عارضاً فيها أنه بتاريخ 24/12/2006، وعند نحو الساعة الثامنة مساء، غادرت ابنته القاصرة "ن" منزله وتوجهت إلى ساحة الشهداء ومنذ تاريخه لم تعد. وأضاف أنه علم أن شخصاً يُدعى محمد ع.م. كان على معرفة بها ويمكن أن يكون هو من أقدم على خطفها.وأحيلت هذه الشكوى إلى مفرزة الضاحية الجنوبية لإجراء التحقيق حيث أفاد خليل ح.، أنه بالتاريخ المذكور توجه مع عائلته ومن بينها ابنتيه "ف" (15عاماً) و"س" إلى وسط بيروت، وترك الأخيرتين بالقرب من شجرة الميلاد الكبيرة في الساحة وتوجه نحو ساحة رياض الصلح مع باقي العائلة، وأنه بعد مرور نصف ساعة ولدى عودتهم شاهد ابنته "س" دون اختها "ف" وبسؤالها عن الأخيرة صرحت "س" أنها شاهدتها تبكي وهي تحادث محمد ع.م. ولم تشاهدها بعدها، كما أفاد الوالد أنه يعرف محمد لكونه كان يتردد إلى منزله طالباً الزواج من ابنته، لكنه رفض ذلك لأن محمد ليس لديه أي عمل وسيئ السمعة.
وقد عُمّم بلاغ بحثٍ وتحرٍ بحقه لعدم التوصل لمعرفة مكان إقامته والقاصرة.وبتاريخ 19/3/2007، حضرت القاصرة "ف" وصرحت بحضور مندوبة الأحداث، بأنها تعرفت بـ محمد م. قبل حرب تموز 2006، حيث تطورت هذه العلاقة بينهما، وكانت حينها مع والدتها وشقيقتها الصغيرة "س"، وأنهم أقاموا لدى منزل والد محمد م. في عاليه، بعد أن كانوا في عرمون ووالدها كان في افريقيا، وأن الأخير قد مانع هذه العلاقة مع محمد.وأضافت "ف" بأنها لا تفكر في العودة إلى ذويها، وأنها ذهبت مع "محمد" برضاها وارتبطت بزواج مع "محمد" بموجب عقد لم تتمكن من تحقيقه شرعاً لعدم وجود أوراقها الثبوتية بحوزتها، وأنها خائفة من والدها لأنها ذهبت مع محمد من دون رضاه.
وأضافت أن والدتها كانت على معرفة بعلاقتها مع محمد لكنها لا تعرف موقفها الحالي من هذا الزواج. وخلصت إلى القول بأنها تريد العيش بسلام مع محمد وأن تكون زوجة له وفي نفس الوقت بتفاهم مع أهلها.وبتاريخ 30/6/2007، حضر محمد م. وأبرز صورة عن عقد قرانه مع القاصرة "ف"، ليعود والد الفتاة خليل ح. بتاريخ 23/4 ويصرح أن ابنته قد حضرت إلى منزله في الغبيري بتاريخ 20/4/2007 هرباً من محمد الذي ضربها لعدة مرات، كان آخرها في اليوم المذكور وأنه نقلها إلى مستشفى الرسول الأعظم للمعاينة وقد تبين من التقرير الطبي بعد الكشف السريري عليها، أنها تشكو من آلام بالخاصرة اليسرى وأن عليها علامات رضّات على المعصم الايسر، ويسار البطن وآثار ضرب تعود إلى أسبوعين وخلص إلى القول بوجود عمل عنفي ـ ضرب بجسم طويل ـ فقدان العذرية وتحتاج إلى أسبوع للشفاء.
وبناء لما ورد في أقوال الوالد وما تضمنه التقرير الطبي، جرى الاستماع إلى "ف" حيث صرحت أنها ذهبت مع "محمد" برضاها وأنها لم تتمكن حينها من الزواج منه لعدم حيازتها لأوراقها الثبوتية وهي قاصر، وقد كان جوابها من أن "محمد" قد ضغط عليها لتقول ما قالته وذلك تحت وطأة التهديد، وأضافت أنها عانت الأمرّين معه وأنه كان يهددها ويشهر مسدساً بوجهها كما تعرضت للضرب المبرّح منه، وصرحت أن "محمد" اطلق النار بالقرب منها واطلعها على الطلق الفارغ وسلمه لها للذكرى لكي تنصاع لأوامره والبقاء معه وإلا سيكون مصيرها رصاصة في جسدها، كما أضافت بأن "محمد" نسي مفتاح المنزل حيث كانت تقيم معه في الغازية، وتمكنت من الاتصال بذويها والهرب منه، وأنها أعطت رقم سجل خاطئ قصداً، عندما ذهبت برفقة "محمد" إلى المأذون ودُوّن هذا الرقم على العقد معتبرة بأن هذا الخطأ المقصود سيلغي العقد ويعتبر بالتالي غير صحيح لأنها لم تكن ترغب بالزواج به، فيما نفى "محمد" كل ما جاء على لسان "ف".
وصرّحت القاصرة أن "محمد" استدرجها إلى ما فعلته وامتنع عن إرجاعها إلى منزل ذويها حتى تأخر الوقت ليلاً ولم تعد قادرة على العودة إليه.وأصدر قاضي التحقيق في جبل لبنان رفول البستاني قراره الظني طالباً عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات لمحمد م. وأحاله أمام الحاكم المنفرد الجزائي في بعبدا للمحاكمة بجرم خطف القاصر بالحيلة بقصد الزواج.