المستقبل
حاول موسى ر.، نتيجة اصابته بطعنة سكين عن طريق الخطأ من صديقه فاضل س.، التغطية عليه على الرغم من انه كان على فراش الموت، ثم ما لبث ان فارق الحياة نتيجة تلك الاصابة.
لكن كل الدلائل كانت تشير إلى ان فاضل وإثر إشكال وقع بينه وبين المغدور من جهة وبين عمال من جهة اخرى، اقدم على طعنه بسكين كان يهوّل بها، فضلاً عن ان الشبهات حامت حوله حيث بدأت الاحاديث بين أهل المحلة عن قيام سليمان بطعن موسى عن طريق الخطأ.
وكانت علاقة صداقة بحكم علاقة الجوار، قائمة بين فاضل وبين المغدور موسى، وقد اعتادا، على الاجتماع ليلاً، مع شلة من بعض معارفهم بالقرب من محل عباس شقيق فاضل الكائن في محلة حي اللجا، في المصيطبة.
وكان كلاهما من متعاطي المخدرات والحبوب المخدرة ومن أصحاب السوابق في هذا المجال، ويحوزان بشكل شبه دائم، السكاكين الممنوعة، وكان يقطن في المحلة وبالقرب من محل عباس وفي غرفة واحدة بعض العمال.
ومساء يوم 8/1/2008 وكالعادة كان المغدور وبعض افرقاء الشلة من معارفهم يقفون أمام محل عباس عندما وصل فاضل على دراجته النارية، وانضم إلى الشلة، وفيما هم يتسامرون ويتحادثون، وكان المغدور دائناً للعمال بمبلغ ثلاثين الف ليرة، وبحاجة لشراء المخدرات، لاحظ ان غرفة العمال مضاءة فقصدهم إلى الغرفة، وخلع بابها وحمل جهاز تلفزيون وعاد ليسلمه إلى فاضل الذي استلمه منه ووضعه في عربة خضار كانت متوقفة هناك، ومن ثم عاد المغدور وقال لفاضل ان يرافقه إلى غرفة العمال لسحب كافة الموجودات من داخل الغرفة، للتصرف بها، بغية شراء حبوب مخدرة بثمنها، وكان يحمل سكينه، وصعد إلى الغرفة، عندها استل فاضل سكيناً كبيرة، ولدى وصولهما صودف ان انقطع التيار الكهربائي وبدأ كل منهما بالشجار مع العمال والطعن بالسكاكين يمنة ويسرة فاصابوا عاملاً بطعنة في زنده، حيث نزل هذا الاخير ولاذ بالفرار مسرعاً من المحلة، وفي غضون ذلك، تلقى المغدور طعنة سكين، في الجهة اليسرى من بطنه، فصعد بعض الشبان وانزلوا المغدور، حيث قال وهو يضع يده على خاصرته اليسرى انه تعرض للطعن بسكين، ومن ثم جلس على كرسي داخل محل عباس، ولدى الكشف عليه تبين انه مصاب بجرح بطول ستة سنتيمترات، عندها استل احدهم سكينه محاولاً قص مصرانه الذي ظهر إلى الخارج ومنعه آخرون من ذلك. واستدعوا سيارة اسعاف حيث تم نقله إلى مستشفى الزهراء، واجريت له العمليات الجراحية اللازمة، وبقي في المستشفى مدة اسبوعين تقريباً، غير انه ما لبث ان فارق الحياة متأثراً بجرحه.
وفي غضون ذلك تبين من خلال ما حصل، على الرغم من محاولة المغدور، التغطية على فاضل، ان هذا الاخير هو من اقدم على طعنه بالسكين التي استلها لكونه كان يهول بها شطباً يمنة ويسرة. وتردد في المحلة انه اعترف باقدامه عن طريق الخطأ على طعنه.
وأصدر قاضي التحقيق في بيروت شوقي الحجار قراراً طلب بموجبه لفاضل عقوبة السجن المؤبد، وأحاله أمام محكمة الجنايات للمحاكمة