القدس المحتلة،عواصم- وكالات
العربية نت
تضاربت المعلومات الصادرة عن حركة حماس الجمعة 7-3-2008م حيث نقلت إذاعة تابعة لها عن مسئول بالحركة لم تذكر اسمه تبني الهجوم الذي نفذه أمس فلسطيني على مدرسة دينية يهودية في القدس المحتلة وأسفر عن مقتل 8 إسرائيليين وجرح 10 آخرين، وذلك قبل أن يعود مسئول آخر لينفي تلك الأنباء.
وجاء تردد حماس في تبني العملية بعد يوم من إعلان محطة تلفزيون المنار التابعة لحزب الله اللبناني أن جماعة غير معروفة تدعى "كتائب أحرار الجليل- مجموعة شهداء عماد مغنية وغزة" قد تبنت مسئولية تنفيذ العملية، وهو الأمر الذي أعقبه تحليق إسرائيلي اليوم فوق العاصمة اللبنانية. وكانت إسرائيل أعلنت حال التأهب القصوى في أعقاب الهجوم الذي نفذه فلسطيني على المدرسة الدينية في حي "كريات موشيه" اليهودي في القدس الغربية.
كما قامت قوات الشرطة الإسرائيلية بمداهمة منزل منفذ العملية في منطقة جبل المكبر بالقدس الشرقية واعتقلت مجموعة من أفراد أسرته، كما قام الجيش الإسرائيلي بعملية توغل في بيت لحم وحاصر منزل أحد اعضاء حركة الجهاد، هو محمد شحادة وقامت جرافات عسكرية بتدمير المنزل بعد إشعال النار فيه.
وقال مسؤول من حركة حماس رفض الكشف عن هويته ان "كتائب القسام هي المسؤولة عن العملية"، واضاف ان "(كتائب) القسام المخولة باصدار البيان والموقف الرسمي حول العمليات العسكرية, ستصدر بيانا بهذا الشان في الوقت المناسب". ولكن مسئولا آخر من الحركة خرج بعد قليل وقال إن المعلومات التي صدرت عن تبني الحركة لمسئولية العملية غير دقيقة وبها لبس.
طائرات حربية إسرائيلية تحلق فوق بيروت وفي تلك الأثناء حلقت طائرات حربية إسرائيلية فوق العاصمة اللبنانية اليوم الجمعة، بعد يوم من الهجوم الذي نسبته محطة تلفزيون حزب الله إلى جماعة غير معروفة تدعى شهداء عماد مغنية وغزة، الأمر الذي يزيد التوتر في المنطقة المضطربة. وقال مسؤول أمني لبناني رفيع "انتهكت طائرتان عسكريتان إسرائيليتان الأجواء اللبنانية وحلقتا فوق بيروت لفترة وجيزة قبل أن تغادرا المنطقة".
وأضاف المسؤول مشترطا عدم الكشف عن هويته أن الطائرتين الإسرائيليتين حلقتا على "ارتفاع متوسط". ولم يدل المسؤول اللبناني بمزيد من التفاصيل وقال الجيش الإسرائيلي إنه لا علم لديه بعمليات التحليق في بيروت. وتحلق المقاتلات الإسرائيلية دائما فوق جنوب لبنان فيما تقول إسرائيل إنها مهمات استطلاعية.
واستدعت عمليات التحليق الإسرائيلية إطلاق النيران الأرضية من القوات اللبنانية في مرتين على الأقل منذ أن وضع وقف لإطلاق النار في الرابع عشر من أغسطس/ آب الماضي حدا للحرب بين إسرائيل وجماعة حزب الله المسلحة والتي امتدت على مدى شهر. وانتهكت ثلاث طائرات استطلاع إسرائيلية الأجواء اللبنانية في جنوبي البلاد أمس الخميس، حسبما جاء في بيان للجيش اللبناني اليوم.
وقتل مغنية وهو قائد كبير في حزب الله في انفجار سيارة في العاصمة السورية دمشق الشهر الماضي. وحمل حزب الله إسرائيل المسؤولية عن عملية الاغتيال وتعهد بالانتقام.
ردود أفعال دوليةوفي تلك الأثناء تواصلت اليوم ردود الأفعال على الهجوم على مدرسة دينية يهودية في القدس المحتلة والذي أعقب موجة من الهجمات التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة وأسقطت فيها ضحايا من المدنيين والأطفال، حيث اعتبر البيت الأبيض تعبير سكان من قطاع غزة عن ابتهاجهم اثر الهجوم على المدرسة الدينية في القدس الغربية بانه "مثير للاشمئزاز".
وأدانت تركيا بدورها الهجوم وحثت اسرائيل والفلسطينيين على مواصلة محادثات السلام دون توقف. وجاء في بيان للخارجية التركية "ان الهدف الرئيسي للهجوم الارهابي الاخير في اسرائيل (...) هي جهود السلام. ونعتقد ان افضل رد على مثل هذا الاستفزاز هو احداث تقدم" في محادثات السلام. واضاف البيان "نحن نامل بحق بان يقوي هذا الهجوم البغيض عزم الجانبين على تحقيق السلام".
واعتبرت منظمة العفو الدولية الهجوم على المدرسة الدينية "انتهاكا خطيرا للقانون الانساني الدولي", لكنها حضت اسرائيل على ضبط النفس، وعدم استهداف الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بعقاب جماعي جديد.وقال مالكولم سمارت مدير برنامج الشرق الاوسط وشمال افريقيا في المنظمة التي مقرها في لندن في بيان "ندين بشدة هذا الهجوم المتعمد على مدنيين اسرائيليين والذي يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الانساني الدولي". واضاف "نطلب من كل المجموعات المسلحة وقف استهداف المدنيين فورا".
ودعت منظمة العفو اسرائيل الى ضبط النفس والامتناع عن اعمال ثأرية. وقال سمارت ان "حياة المدنيين الفلسطينيين الذين لا يتحملون اي مسؤولية في هجوم الامس في القدس, ينبغي عدم تعريضها للخطر, ويجب عدم استهداف سكان الاراضي الفلسطينية المحتلة بعقاب جماعي جديد من جانب القوات الاسرائيلية".
واضاف "على السلطات الاسرائيلية ان تحترم القانون الانساني الدولي في اطار اي اجراء قد تتخذه ردا على اعتداء الامس, حتى لو كان الهجوم يعبر عن استخفاف بالمبادىء الاساسية لهذا القانون".
وكانت مجموعة من ردود الأفعال قد صدرت أمس الخميس حيث أدان الأمين العام للأمم المتحدة الهجوم على المدرسة الدينية بالقدس المحتلة كما عقد مجلس الأمن جلسة عاجلة لمناقشته إلا أن السفير الأمريكي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاد قال في تصريح صحافي عقبه إن المجلس لم يتمكن من الاتفاق على نص يدين الهجوم؛ لأن الوفد الليبي لم يشأ إدانة "الهجوم"، وأراد ربطه بأحداث غزة، موضحا أن هذه الصلة غير مقبولة في نظره.
وأكد نظيره الروسي فيتالي تشوركين الذي يرأس مجلس الأمن في آذار/مارس أن المجلس لم يتمكن من الاتفاق، وأعرب عن أسفه لهذا الوضع، معتبرا أن اعتداء القدس "يستحق معالجة منفصلة".
وبادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس إلى إدانة العملية بتصريح مقتضب نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" استنكر فيه العمليات كافة التي تستهدف المدنيين، سواء كانوا من الفلسطينيين أم الإسرائيليين، ونددت الحكومة الفلسطينية برئاسة سلام فياض أيضا بالعملية لتعارضها مع ما اعتبرته "مبدأ نبذ العنف وتعريضها مصالح الشعب الفلسطيني للخطر".
أما الرئيس الأمريكي جورج بوش فوصف الهجوم بالوحشي وأكد لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت وقوف الولايات المتحدة بقوة إلى جانب إسرائيل.
وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند عن أسفه للهجوم الذي وصفه بالمخيف وقال "إن الطريقة الوحيدة لتخليد ذكرى القتلى هي إقامة شرق أوسط متحرر من سلطة السلاح".
وبالنسبة لإسرائيل، أعلنت أنها ستواصل محادثات السلام رغم هجوم القدس، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية "إن الإرهابيين يحاولون تدمير فرص السلام لكننا سنواصل المحادثات".