صينية الضيافة

موضوع: صينية الضيافة الخميس مارس 13, 2008 8:39 am

صينية الضيافة

عماد موسى

لسان حال المقطوع حيلهم، كلما طلع عليهم الرئيس بري بموعد جديد، ما قاله المتنبي في قصيدة "عيدٌ بأية حال عدتَ يا عيدُ":
أمسيتُ أروح مثرٍ خازنا ويداً

أنا الغني وأموالي المواعيد.

ما أكرم الإستيذ، ما أسخى يده. كرمٌ على درب. يغرف من خزنة المواعيد. موعد ينطح موعداً. لا يتعب. لا ييأس. لا يكلّ. لا يملّ. وقد باشر قبل سنة بإعطاء اللبنانيين مواعيد مع الأمل المنشود مغدقاً عليهم التفاؤل الكاذب من دون أن يحرّك ساكناً ليحل ساقوطة المجلس. ومن دون أن يفك خيمة. ومن دون أي عقدة ذنب. السكرتيرة أيضاً تعطي مواعيد. وطبيب الأسنان.

وإلى مواعيده الربيعية يراهن بري بكل ما أوتي من تفاؤل على ان تتواصل اللقاءات (التي استهلت في الشام) بين وزراء خارجية إيران وعُمان وقطر والسعودية ودجيبوتي وجزر القُمر في دكار في أثناء القمة الإسلامية لعلها تنتج دينامية جديدة فينتخبون لنا رئيساً ويعيدون لنا قانون الـ1960 ويشكلون لنا حكومة التلات عشرات.
والفتوى هذه، أي حكومة العشرات، فكأنها آية أُنزلت على الرئيس بري شخصياً كي يبشر بها الأذكياء.

ويعتقد الرئيس بري بأن اقتراحه اعتماد الثلاث عشرات لتوزيع الحصص الوزارية بين الأكثرية والمعارضة ورئيس الجمهورية ما زال على الطاولة. نيال قلبه كم قلبه طيّب.

بشرفك إستيذ 3 ستات من شو بيشكوا؟ نم عليهن في انتظار جوز آس يهبط عليك وينسيك الهموم المجلسية برمتها.
لنكن واقعيين: لو كان اللبنانيون يحتاجون لفتوى الرئيس نبيه بري لما لجأوا إلى الأخ عمرو كي يحكم في خلافاتٍ مستحكمة بسماهم وتهدد مصيرهم ومستقبلهم منذ وقت بعيد.

وهم يدركون تماماً تساوي قدرة الرئيس بري وقدرة ميشال موسى في نقل البلد من حال إلى حال، ومع ذلك تظهر على بري عوارض التفاؤل بالتسوية، يومياً بمعدل مرة قبل الظهر ومرة قبل الظهر مصحوبة برشح زيت وهو ما برح يعلن لبعض الزملاء أن في الإمكان إنتاج تسوية وانتخاب رئيس للجمهورية في الموعد المحدد وإزالة الخلافات حول قانون الانتخاب.

ومن يزر بري في عين التينة هذه الأيام، نائباً كان أو سفيراً أو رئيس بلدية، خصماً أو حليفاً، يرمِه دولة الرئيس على الكنبة ويفقعه إبرة تفاؤل بالعضل ويعطه حبة مضادة للالتهابات إذا ما التهب مكان ضرب الإبرة لا سمح الله. وهناك تحاميل تفاؤل وسيروب للأطفال.

وأعدت دوائر ومختبرات عين التينة حبوب تفاؤل بنكهة النعناع ومرطبان تفاؤل وبيتي فور تفاؤل يقدّمها علي بزي إلى زوّار القصر لأن من غير اللائق أن يضع المُضيف في صينية "الضيافة" شيئاً آخر.