نازك الحريري: ساحة بيروت للحرية وليست للاعتصام والتجاذبات

أخطّئ عون لاتهامه رفيق الحريري بالعمل للتوطين
دعت السيدة نازك رفيق الحريري الى "جعل الساحة في وسط بيروت ساحة للحرية وليس ساحة للاعتصام والتجاذبات السياسية".

وتمنت لو أنها كانت في بيروت الى جانب الشعب اللبناني مشيرة، الى أن "فكرة إنارة الشعلة في المكان الذي استشهد فيه الرئيس رفيق الحريري هي حياة للعالم عكس ما أراده المجرمون الذين رغبوا يوماً ما أن تكون نهاية الوطن".
وشددت على ضرورة وحدة اللبنانيين مذكرة برسالة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الوطنية "الشراكة الحقيقية والعيش المشترك"، مطالبة بمتابعة نهجه "الداعي فقط الى العداء لإسرائيل".
وقالت السيدة الحريري في مقابلة أجرتها معها الزميلة جيزيل خوري عبر محطة "العربية" وبثت مساء أمس على شاشة المستقبل: "كنت أتمنى لو كنت في بيروت الى جانب الشعب اللبناني (يوم 14 شباط) عند إضاءة الشعلة التذكارية، وكان بودي أن أوجه كلامي للشعب اللبناني عن قرب إنما لسوء الحظ لم يسمح لي الوضع الأمني بذلك، لم أكن خائف على نفسي بقدر خوفي على أن يراني الشعب في المكان الذي خسروا فيه رفيق الحريري خشية إحداث أي فوضى أمنية في هذه الذكرى الوطنية".
ونفت أن تكون قد تلقت أي تهديدات مباشرة أو أن تكون جهات دولية طلبت منها الابتعاد عن لبنان وقالت: "اضطرننا أن نتعامل بالسياسة، لذلك التركيز على سعد وعلى أمنه، تخفيفاً لعمل الجهات الأمنية ارتأينا أن نكون خارج البلد ولم نتوقف عن العمل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي يوماً".
وتمنت السيدة الحريري السلامة الدائمة للنائب سعد الحريري وقالت "حماه الله بإذن الله".
وفي موضوع التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد والمحكمة الدولية شكرت السيدة الحريري كل من يساعد على قيام المحكمة الى الأمام. وإظهار الحقيقة لكي يتوقف مسلسل الاغتيالات". وقالت:
"ستكون المحكمة مفتاحاً لمعرفة الحقيقة وهؤلاء الإرهابيون الذين يغتالون الأشخاص من دون ذنب اقترفوه يعملون على عدم وصول البلد الى السيادة والاستقلال. أما الآن فالمحكمة صارت دولية وبيد الأمم المتحدة لذلك لا خوف من أي صفقة سياسية. كما أكد ذلك المعاون القانوني للأمين العام للأمم المتحدة السيد نيكولا ميشال".
أضافت: "لا أعرف شيئاً عن المحكمة غير ما يعرفه الجميع في لبنان والعالم العربي. وننتظر إصدار قرار الاتهام في حزيران المقبل أو قبل ذلك".
ونوهت بالتضامن الإسلامي ـ المسيحي للوصول بلبنان الى الاستقلال، وقالت: "كان رفيق الحريري يريد إن يكون تيار المستقبل جامعاً لكل فرد من أفراد الشعب اللبناني بمبادئهم وتطلعاتهم". وذكرت رداً على سؤال، بما قام به الرئيس الشهيد لناحية تطوير عمل مؤسسة الحريري الأكاديمي لإعطاء الشباب اللبناني الفرصة لحمل سلاح العلم ومن دون تمييز بين الطوائف أو المذاهب"، مشيرة الى "ان التركيز يجري حالياً في المؤسسة داخل لبنان على إنشاء المدارس والمستوصفات والجامعات في جميع أنحاء الوطن".وكررت تمنياتها بالسلامة الدائمة للنائب سعد الحريري وقالت "خائفة على سعد وأطلب من الله حمايته".ونفت السيدة الحريري أن تكون تتعاطى بالسياسة "فأنا أتعاطى بالشأن الوطني وليس بالسياسي وكل منا يتابع رسالة رفيق الحريري من موقعه".
وتساءلت "ما هو العمل السياسي الصحيح واليوم في لبنان هناك مؤسسات معطلة".
وعن رئاسة الجمهورية قالت: "يجب أن يعتاد اللبنانيون على أن رئيس الجمهورية هو لكافة أفراد الشعب اللبناني، وقالت "هناك تقدير واعتزاز للعماد سليمان ولعطاءاته الوطنية وهو ليس من 14 آذار ولا من 8 آذار وأخجل من تقسيم لبنان بهذه الطريقة".
ودعت اللبنانيين الى الوحدة ومتابعة نهج الرئيس الشهيد، والانفتاح على بعضهم وتعزيز الحوار والعيش المشترك لحماية لبنان ومواجهة التحديات التي تحيط به".
وأملت أن يصل الوقت الذي ينظر اللبنانيون الى بعضهم البعض من منطلق الانتماء الوطني والعروبي بعيداً عن الطائفية. وذكرت برسالة الرئيس الشهيد "الشراكة الحقيقية مع المسيحيين والعيش المشترك".ونوهت بالدور البناء الذي يلعبه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير من أجل استقلال لبنان ووحدته. وأشادت بصبره، وقالت: "أنا على اتصال دائم به، وأثني على ما يقوم به وأقدم له الاعتزاز الكبير وهو ركن أساس في البلد".
وعن موضوع توطين الفلسطينيين قالت: "رفيق الحريري كان ضد التوطين ايماناً منه بقضية فلسطين وبحق عودة الفلسطيني الى فلسطين. لذلك أخطئ الجنرال عون حين اتهم رفيق الحريري بالتوطين، فكيف يتهم شخصاً بالعمل للتوطين كان يحمل قضية فلسطين في قلبه منذ شبابه؟".
وذكرت بموقف الرئيس الشهيد من قضية إبعاد إسرائيل عدداً من المناضلين الفلسطينيين الى مرج الزهور في كانون الأول من العام 1991 وعلى رأسهم الشهيد عبد العزيز الرنتيسي "ويومها قرر الرئيس الحريري أن من حق هؤلاء العودة الى فلسطين. أذكر حينها كيف أمضى ليله وهو يسعى ليوفر لهم المساعدات لمواجهة ظروف الشتاء القاسي".
أضافت: كان يدرك الأبعاد السياسية لإدخالهم الى لبنان والضرر الذي سيلحقه ذلك على الرغم من تحسسه بحجم معاناتهم، بسبب وجودهم في برد كانون على الطرقات في مرج الزهور".
وعن دور مؤسسة الحريري في مساعدة الفلسطينيين قالت: "نساعد كل محتاج من دون تمييز. نحن جميعنا عرب نلتفت الى من يحتاج المساعدة من دون أن نسأل عن هويته".
أضافت: "لم يكن رفيق يخشى من شيء لأنه كان صاحب ضمير حيّ ومرتاح. كنت أخاف عليه كزوج لكنني شجعته دائماً على مساعدة بلده من خلال المؤسسة التي أنشأها منذ العام 1982 وقبل ذلك حين كانت في 1979 في صيدا وكانت بعهده الأخت بهيّة الحريري".
وتوجهت بالتحية الى النائب بهيّة الحريري منوّهة بمواقفها وباهتمامها ببلدها، وكذلك بشقيق الرئيس الشهيد السيد شفيق الحريري والذي يقف دائماً الى جانب لبنان والعائلة.
واعتبرت رداً على سؤال أن القرار 1959 "لا يختلف عن اتفاق الطائف سوى في مسألة نزع سلاح المقاومة. فالمقاومة كانت موضع اهتمام رفيق الحريري، وهو قد بذل الكثير من الجهد لتثبيت شرعيتها في مقاومة الاحتلال ومنع إدراجها على لائحة الإرهاب، وهذا جميل على كل فرد بلبنان".
وأضافت: "أنا لا أؤمن لا بالطائفية ولا بالمذهبية إنما بوحدة شعب لبنان كما كان يريد رفيق الحريري وإن شاء الله قيام المحكمة وإظهار الحقيقة يزيل الخوف السائد، وأتمنى أن لا يكون ثمة لبناني أو عربي خطط أو نفذ لاغتيال رفيق الحريري".
وعن الضباط الأربعة الموقوفين، قالت: "لن نتهم أحداً وهم موقوفون بطلب من القضاء، والقضاء في لبنان نزيه". ونوّهت بنزاهة القضاء واستغربت "كيف أن شخصاً مثل علي الحاج يبادر رفيق الحريري بما أسمعه الآن، في وقت كان رفيق الحريري يعامله بالحسنى هو وأفراد عائلته، وهذه كانت شيم رفيق الحريري".وتطرقت السيدة نازك الى الاتصال الأخير الذي جرى بينها وبين الرئيس الشهيد يوم قضية الزيت، وأشارت الى خوفها عليه آنذاك.
وعن الشعلة، قالت "تعود فكرة إقامتها لتكون حياة للعالم على عكس ما أراد المجرمون أن تكون نهاية للوطن".وختمت مشيرة الى اتصال جرى بينها وبين زوجة أحد كبار المسؤولين اللبنانيين تمنت خلاله عليها لو تُقدّم هدية الى رفيق الحريري بأن تصبح الساحة (رياض الصلح والشهداء) ساحة للحرية وليست ساحة للاعتصام والتجاذبات السياسية.
العربية