تخرج من معهد الفنون عام 1985 بعد أن تخصص في الغناء الشرقي ودرس العود وتاريخ الموسيقى والموشحات. ولم ينطلق الى عالم الفن الا بعد أن تسلح بكامل عتاده الثقافي والفني، ولم يكتف بالغناء فقط بل انتقل أيضاً الى الكتابة والتلحين. إنه الفنان طوني كيوان المتمسك بالأغنية اللبنانية الفولكلورية التي لا تزال وبحسب رأيه الأولى من دون منازع، على الرغم من إنتشار الأغنية الشبابية الإيقاعية المعاصرة. يرى طوني كيوان بأن بعض الوجوه الفنية الجديدة لا تقدم الفن بل الإستعرض، وهذه موجه عابرة ستزول قريباً، لا يحبذ فكرة إعادة تسجيل الأغاني القديمة بل يتوق دائماً الى تقديم ما هو جديد ومتنوع. حول آخر أخباره وأعماله كان لنا معه الحوار التالي: في ظل الأوضاع السياسية المعقدة التي يمر بها لبنان حالياً ما هو شعورك كفنان لبناني وكمواطن؟ لكي يتمكن الفنان من العطاء يحتاج الى السلام والأمان، والسلام بحاجة الى الإستقرار لا سيما وأن لبنان هو بلد المحبة والتفاهم والرسالة ورسالته في هذا الشرق مهمة جداً. لذلك أتمنى على السياسيين أن يتفقوا ويتفاهموا لأن هذا البلد هو لكل أبنائه ولا يجوز لأحد أن يترك مصير الناس معلقاً الى ما لا نهاية. علينا على الأقل أن نحترم أراء بعضنا لأن لبنان هو بلد التعددية، ويتميز بالديمقراطية والثقافة والفكر والإبداع. في زمن الفوضى الفنية وزحمة الوجوه التي تجتاح الساحة. أين تجد نفسك وهل أنت راض عما انت عليه اليوم؟ الفن الحقيقي ظاهر وواضح وضوح الشمس والفنانون الذين يقدمون الفن الجيد والراقي ناجحون ومنتشرون في كل دول الإغتراب. فأنا منذ حوالي 18عاماً أجول في مختلف دول الإغتراب كوني أقدم اللون الجبلي الفولكلوري والقريب من التراث. منذ بداية مسيرتي مع "شايف حالي عاللي متلك" و" كوكتيل من لبنان" و "بدك بدك ما بدك" و "يا ريتك جارتي" وغيرها... معظم الأغاني التي أؤديها تحمل الطابع البلدي وهذا اللون مميز ومرغوب في دول الإغتراب وفي لبنان رغم كل الظروف التي مر بها الفن، وحتى الأغنية الشبابية الإيقاعية العصرية لم تؤثر علينا. علماً أن بعض الوجوه الفنية التي ظهرت مؤخراً تقدم "الإستعراض" وليس الفن. وآسف أن يستخدم جسد المرأة للإثارة لأن المرأة تعني أكثر من ذلك بكثير. ولا أعتقد بأن هذا الأمر سيؤثر على مسيرة الفن اللبناني التي تعود الى آلاف السنين.إنها مرحلة عابرة وسوف تنتهي سريعاً. هل تخشى على واقع ومستقبل الفن اللبناني في ظل موجة الفوضى هذه؟ الفن يمر بمرحلة هابطة في كل الشرق العربي والعالم وليس فقط في لبنان. وكما أن هناك فن هابط هناك أيضاً فن راقي وجيد. ولذلك فإن هذه الموجة العابرة لا تؤثر علينا. والدليل أن من يمثل لبنان في عواصم الإغتراب وفي المؤتمرات الثقافية والمهرجانات هم الفنانون الذين يقدمون الفن الصحيح والراقي . قد يمرالفنان بحالة يأس وإحباط وأن أشجع كل زملائي الفنانين بأن لا ييأسوا لأنه بالنهاية "ما بصح الا الصحيحح". بعض شركات الإنتاج والمنتجين لا علاقة لهم بالفن ماذا عن دور شركات الإنتاج التي تعطي الأولوية للشكل والإطلالة على حساب الصوت والموهبة؟ بعض شركات الإنتاج او المنتجين المتمولين لا علاقة لهم بما يسمى "فن"، يعملون غرائزياً وينتجون لمجرد إعجابهم بفتاة جميلة أو بعارضة أزياء. وهذا الأمر معيب ويؤثر إنتاجيا على بعض الفنانين الذين لا يملكون القدرة المالية على إنتاج أعمالهم. وهنا تكمن نقطة الضعف فقط لا غير وليس في مستوى الفن. هناك فنانون يملكون الصوت الجميل ويتمتعون بالموهبة ولكن ليس لديهم الإمكانيات المادية لإنتاج أعمالهم فنراهم مغبونين، بينما البعض الآخر ممن يرغبن بالإستعراض والرقص يبحثن عن متمولين للدعم المادي في سبيل غاية أصبحت معروفة. هل تتكبد بنفسك مصاريف إنتاج أعمالك؟ ما هو سراستمراريتك وثبات اسمك على الساحة الفنية؟ كل الأغاني والكليبات هي من إنتاجي وحتى الآن صورت حوالي 16 كليب على نفقتي الخاصة. علماً أن هذا الأمر مكلف جداً، ولكن الفنان الذي يسعى الى الإستمرارية عليه أن يضحي. ومن خلال مهرجاتي وحفلاتي وسفراتي خارج لبنان أغطي كلفة الإنتاج. الفن بالنسبة لي ليس هواية بل هو رسالة ورغم الكلفة التي أتكبدها الا أنني حققت الإنتشار الذي اريده خصوصاً في دول الإنتشار والإغتراب. الأغنية اللبنانية التراثية لا زالت الأولى دون منازع كيف تصف علاقتك بالجاليات اللبنانية والعربية في دول الإغتراب؟ الأغنية اللبنانية وتحديداً التراثية لا زالت الأولى دون منازع ولم تتأثر إطلاقاً بالفن الهابط ولا علاقة لها بالأغنية العصرية، ومعظم اللبنانيين المقيمين في الخارج متمسكون باللهجة اللبنانية. ومؤخراً قمت بجولة أميركية شملت 12 ولاية وكانت لي محطات مع الجاليات اللبنانية والعربية لأن الإنتشار اللبناني ملفت في عواصم الإغتراب وهذا ما يعزز قدراتنا لكي نتابع ونواصل مسيرتنا الفنية. معظم أعمالك تحمل الطابع الجبلي والتراثي. ألا تخشى من الوقوع في فخ التكرار؟ لدي قناعة وهي "خير أن أكون خيال ناجح في ملعبي من أن أكون خيال فاشل في ملعب الآخرين" ربما الأغاني الرومنسية لا تلائمني. واللون الجبلي الذي انطلقت منه ساهم في شهرتي وانتشاري، علماً أن التنويع ضروري. منذ أن أطلقت "بدك بدك ما بدك" أو "شايف حالي عاللي متلك" أو "يا ريتك جارتي" كانت هناك نقلة نوعية فأصدرت بعد ذلك "سلمى" و"باعتلك خبر" و"يقصف عمرك جننتينا". هناك محطات تكون ناجحة في مسيرة الفنان ومحطات أخرى تمر مرور الكرام. وأنا حريص على المتابعة والإستمرار باللون الذي انطلقت منه لأنه كان سبب نجاحي. والأغاني التي أؤديها ليست بمعظمها تراثية ولكن فيها النفحة الفولكلورية. الملاحظ أن معظم أغانيك هي من كلماتك والحانك لماذا؟ سبق أن تعاونت مع عدد من الملحنين والشعراء أمثال وسام الأمير، الشاعر الياس ناصر والفنان الراحل عازار حبيب، إحسان المنذر، الشاعر بسام بو أنطون والفنان الراحل عصام رجي. كانت لي محطات تعاون مع بعض الملحنين والشعراء، ولكن معظم الأغاني هي من كلماتي وألحاني، لأني أرى نفسي قادراً على تقديم الألحان المناسبة لشخصيتي الفنية وقد نجحت في ذلك. أبرز أغنياتي هي التي كانت من كلماتي وألحاني ، لكن ذلك لايعني أنني أرفض فكرة التعامل مع شعراء وملحنين آخرين. لا أحبذ إعادة تسجيل الأغاني القديمة هل تفكر بإعادة تسجيل بعض الأغاني القديمة لإحيائها مجدداً؟ أنا كنت أول فنان لبناني أطلق "كوكتيل من لبنان" سنة 1991وجمعت فيه أغاني لوديع الصافي والسيدة فيروز والأخوين الرحباني وصباح وسميرة توفيق. فمن خلال جولاتي في دول الإغتراب شعررت بمدى تعلق المغتربين باللون التراثي الفولكلوري فأطلقت هذا العمل وكانت مدته 13 دقيقة، وبعدها حاول العديد من الفنانين أن يجددوا أغاني لنصري شمس الدين وغيره ..ولكنني كنت السباق في هذا الإطار. من خلال خبرتي، لا أحبّذ إعادة تسجيل الأغاني القديمة لأنني أحب أن أسمعها بحالتها الأصلية وجمالها وتوزيعها دون إضافات، مع العلم أنني أغني لكبار الفنانين في حفلاتي وعلى المسارح، ولكن لا أعمد الى إصدار هذه الأغاني مسجلة. وطالما الفنان قادر على إنتاج أغاني جديدة وكلام جديد عليه أن يثابر على ذلك. ما هي آخر أعمالك وتحضيراتك؟ منذ حوالي أسبوعين أصدرت كليب جديد لأغنية"عمرتلك بيت" من الألبوم القديم، وسبق أن صورت أغنية "جننتينا" و"هي بتتغنج عالكل" من الألبوم الجديد ، وقريباً سأقوم بتصوير أغنية جديدة وهي "طلي يا زينة" من ألبوم "بحلف عالغالي". ومؤخراً سجلت أغنيتين الأولى بعنوان "طل الربيع" من كلمات وألحان روبير شماعة و"عملت قصة" من كلمات الشاعر بسام أبو أنطون وألحاني، وحالياً انا بصدد إختيار أغنيتين وخلال شهر أيار ستكون لي جولة فنية في كندا تشمل 6 ولايات. هل تعطي رأيك أو ملاحظاتك في مواضيع الكليبات؟ ولماذا تختار غالباً شخصية "الجغل"؟ سنة 1995ابتكرت فكرة "البادي غارد" في كليباتي لأن معظم زملائي الفنانين كانوا يعمدون الى الإستعانة بملكة جمال أو عارضة أزياء، بينما أنا أطلقت "شايف حالي عاللي متلك" أو "بقولو تكبرت عليك"، واخترت أن أترجم معنى الكلمة كما هي الى واقع من خلال الكليب، فكانت هناك قصة في الكليبات وكتب عنها الكثير في المجلات سلباً وإيجاباً وهذا مهم بالنسبة لي. بعدها قررت الظهور بأفكار جديدة. لا شك أنني أعطي بعض الاراء وأشارك في صياغة قكرة الكليب ولكنني أحترم رأي المخرج كثيراً ويجب أن تترك له حرية التعبير عن نظرته وأفكاره لتكون له بصمته في الكليب. المخرج بالنهاية فنان أيضاً وإبداء الرأي ليس بالأمر الخطأ. حاورته: ريما ضاهر جميع الحقوق محفوظة © | 
الثلاثاء يونيو 10, 2014 6:58 am من طرف morindaril
موضوع: طوني كيوان 
